"مسك" .. فكرة ذات رائحة زكية في عالم الأعمال اليدوية
مسك كان مجرد اسم جميل تحول بمجهود وحرفية فنية الى ابداع وموهبة تفوح منه رائحة زكية تعبق ايدي المتهاديين.
سارة حسين أبو ظاهر (25 عاماً) من قرية فلامية جنوب قلقيلية بدأت موهبتها بعد تخرجها من جامعة النجاح الوطنية تخصص هندسة لم تجد يوما نفسها كمهندسة، وبسبب عدم توفر فرص عمل وارتفاع نسبة البطالة اكتشفت موهبتها في فن المطرزات وانطلقت في هذا المجال رغبة منها في نشر ثقافة العمل اليدوي.
بدأت سارة مشروعها عن طريق نشر صور لأعمالها على موقع التواصل الاجتماعي ( انستجرام) دون إخبار أحد بهويتها لاعتقادها أن ذلك يساهم في جذب رواد الصفحة بصورة أسرع.
تقول سارة "كانت بداية المشروع عبارة عن مطرزات اعتمدت على الأبرة والخيط فقط وبدأت بالتطريز على التارات (تارة مستديرة للتطريز) حيث لاقت اعجاب كبير وسريع من قبل المعجبين بصفحة "مسك" فقررت تطوير موهبتها من خلال متابعة تصاميم ومطرزات جديدة عبر صفحات مختلفة.
وتضيف أبو ظاهر "قبل سنة ونصف تقريبا كانت أول طلبية قمت بتسليمها لأحد طلاب الجامعة صوف للأكواب ومن هنا بدأ المشوار"
وتكمل سارة "بدأ المشروع بالتطور والطلبات ازدادت خلال سنة، ويعود هذا الفضل بعد الله سبحانه وتعالي الى أهلي الذين دعموني أولا وأخيرا، واعطائي أفكار مميزة لتطبيقها".
تتحدث سارة بعيون لامعة فرحة بنجاحها "من هنا جاءت فكرة والدي بفتح محلي الخاص لأعمالي اليدوية الذي تم افتتاحه في شهر شباط من هذا العام ولم يقتصر على التطريز فقط بل شمل الطباعة على مختلف المواد من أخشاب وأقمشة، وتغليف الهدايا أيضا".
وجود "مسك" بالقرب من جامعة النجاح ساهم في استقطاب الطلبة والشباب الأمر الذي أدى إلى تحقيق الهدف المنشود من المشروع.
وعن الصعوبات التي واجهتها، تقول سارة "قبل افتتاح المحل كنت أعاني من مشكلة تسليم الطلبات للزبائن بسبب أماكن سكناهم والمواعيد المختلفة".
وأوضحت سارة أن المسؤولية تزداد عندما تمتلك مشروعا خاصا قائم على رضا الزبائن، حتى أنها تحتاج للعمل ساعات متواصلة في أوقات الإجازة وفي المنزل، الأمر الذي جعله أخيها شريكها ومساعدها الأول حيث اختص في الطباعة.
وكمعظم الذين يحترفون الأعمال اليدوية في فلسطين عانت سارة من شح المواد والمواد الخام التي تحتاجها ليخرج الطلب على أكمل وجه.
وأضافت سارة أن الاقبال على الأعمال اليدوية في الآونة الأخيرة أصبح أكثر مقارنة بالهدايا الجاهزة حيث أن الزبون يختار اللون والتصميم والتغليف الذي يريد تقديمه.
وعن الخطط المستقبلية تقول أبو ظاهر أن العمل في السنوات القادمة سيتطور عبر زيادة البضاعة والأفكار الجديدة والعصرية وستسافر إلى الصين وحيث تستطيع ولن يقتصر على المطرزات فقط، وستطلق العنان لمسك لينتشر فواحا في الفضاء الرحب.
سارة تحث كل من لديه فكرة مبتكرة أن يطبقها على الفور، فكل فكرة هي بداية لحياة جديدة ستنجح إن عملنا لأجلها.
المصدر: تلفزيون الفجر
أضف تعليق
قواعد المشاركة