مبادرة لإطلاق اسم عهد التميمي على شوارع وساحات هولندية

منذ 6 سنوات   شارك:

وقف الرجل الهولندي - السويسري على الرصيف المقابل لرسو سفينة العودة ومركب "الحرية" المشاركين في قافلة أسطول الحرية في ميناء أمستردام. كان يتفحص الوجوه بدقة وكأنه رجل أمن، لكن ما أن نزع سترته عند المقهى الوحيد في الميناء حتى تبين أنه يرتدي قميصا يحمل اسم غزة محاطا بدائرة ترمز إلى ألوان علم فلسطين.

قال إن اسمه أوسكار، وسأل إن كان يستطيع الانضمام إلى طاولة المشاركين في الأسطول ليتناول قهوته التي طلبها، فوافق الجميع، وبدأ حديثه قائلا إنه كان يتولى حراسة مراكب أسطول الحرية أثناء غيابنا للغداء.

الصدفة وحدها وضعتنا أمام هذه الشخصية المثيرة في عموم هولندا، فهو معروف في أوساط الأمن، ويكرهه اللوبي الصهيوني في لاهاي، كما أن سفارة الاحتلال منزعجة منه بشدة بسبب نشاطه المستمر في مختلف المدن الهولندية لدعم القضية الفلسطينية، وأخيرا في التعريف بقضية الأسيرة الفلسطينية الصغيرة عهد التميمي.

اسمه أوسكار بيرغامين، وهو نائب رئيس حركة "إكس"، لمعاداة الاستعمار والعنصرية، وتعمل بشكل نشط في هولندا وبلجيكا، وتوصف في هولندا بأنها حركة راديكالية، ولا يخفي أوسكار أنها كذلك: "نؤمن بشكل عميق بأن الوسائل التقليدية لفرض المساواة بين الناس في أوروبا لا تأتي بنتيجة، بل تحتاج لصدمات لهز الوعي لأجل تحقيق ذلك".

وروى بيرغامين لـ"العربي الجديد"، عن مبادرته وآخرين متضامنين مع القضية الفلسطينية، لرفع لافتات على نواصي شوارع وساحات 12 مدينة هولندية تحمل اسم عهد التميمي، يقول: "حين كانت عهد التميمي تعرض على المحكمة العسكرية، قررنا رفع الصوت للتوعية وإثارة الانتباه حولها في المجتمع الهولندي، وقررنا تسمية شوارع وساحات باسمها، منطلقين من أمستردام ولاهاي وروتردام، ورفعنا لافتة أمام البرلمان في لاهاي وأمام السفارة الإسرائيلية، حينها صرخ الحراس: كيف ترفع اسم (إرهابية)، وهم يعرفون من أكون لطبيعة معاداتي للصهيونية ومواجهتي لهم".

وأضاف أنه قام بتصميم لافتات باسم عهد التميمي "بحيث تبدو مطابقة تماما لمواصفات لافتات أسماء الشوارع والساحات. لكن المذهل أنه أمام سفارة الاحتلال لم يأخذ الوقت 10 ثوان حتى ظهر حراس السفارة وهم يصرخون لإزالة اللوحة، وكانت المرة الأولى في حياتي التي طلبت فيها من أجنبي أن يتحدث الهولندية، فصرخت بهم هذه هولندا وعليكم التحدث بلغتي، فاستعانوا بالشرطة التي سألتني عن اسمي وما أفعله، فأخبرتهم بالحكاية، وكنت قد انتهيت من وضع اللوحة فعلا، فنزلت عن السلم، وبعدها طلبوا مني إزالتها لأني لا أملك رخصة".

لم تتم معاقبة بيرغامين على فعلته، وأثار عمله الإعلام المحلي ومواقع التواصل. يقول "هذا أصلا ما أردناه، أردنا أن نثير تساؤلات بين الناس عن صبية تعتبر طفلة في قوانيننا، فكيف ولماذا تجري محاكمتها أمام محكمة عسكرية؟ حتى الجدل مع الشرطة الهولندية أخذ هذا المنحى".
وتابع "أثرنا نقاشا في كل المدن حول اعتقال الأطفال. أنت تواجه تيارا قويا بسبب العلاقة بين الصهيونية وهولندا، وربما لعلاقات تاريخية بين اليهود وبلدنا، فنحن في المدارس تُزرع في رؤوسنا بروباغندا صهيونية تنكر الوجود الفلسطيني، إلى أن تبدأ بالقراءة وتبحث بنفسك. اليوم نحن أمام دولة أبارتهايد، ولذلك نثير كل هذا الجدل في مجتمعنا لنجعل الوجه الآخر للقصة حاضرا، بعيدا عن الأكاذيب الصهيونية".

في واحدة من مناسبات تعليق لافتة باسم عهد التميمي، كان أوسكار بيرغامين يرتدي فوق ملابسه زيا فوسفوريا عاكسا، فجاءت الشرطة لمساعدته في رفع اللافتة بشكل جيد، وهو ما وثّقه زملاؤه بفيديو، ويضيف "لم يعرفوا ما هي اللافتة إلا حين بدأت أخبرهم عن قصة عهد، وما يفعل بها جيش الاحتلال، وأسباب خضوعها للمحاكمة العسكرية، تلك اللحظة جرى توثيقها، ونشرنا قصتها كناشطة فلسطينية سلمية".
ويأمل الناشط الملتزم بقضية فلسطين أن "يشارك الجيل الفلسطيني الشاب في هولندا، وخصوصا مع مجيء فلسطينيين من سورية، في النشاطات التي تتعلق بفلسطين، وتقديم إبداعات غير تلك التي يقدمها الهولنديون المؤيدون لفلسطين. نحتاج لدماء جديدة حتى لا تترك الساحة للحركة الصهيونية".

ويحلم أوسكار بأن "تتحقق المساواة والفرص في الحياة الأوروبية لمن يحملون أيضا أسماء غير أوروبية، ففرص محمد ليست كفرص غيره ممن هم من أصول هولندية، ولهذا علينا أن نستمر في طرق أبواب المساواة كما نفعل في حركتنا".

ولد أوسكار في هولندا، وعمل في عدد من وسائل الإعلام السويسرية كمحرر للشؤون الخارجية، وتجول في عدد من الدول العربية، بما فيها العراق أثناء فترة الحصار، وعمل مع الجيش السويسري للتدريب الإعلامي في كوسوفو، وتعاقد كمدني في أفغانستان لتدريب صحافيين وتأسيس جريدة يومية.

قاده عمله إلى مقدونيا في 2005، وهناك أشهر إسلامه، وفي 2010 كان بيرغامين يؤسس مشروعه للأثاث الشرقي في دمشق للتصدير إلى سويسرا، "وصلت الشحنة الأولى إلى إيطاليا ومنها إلى معرضي في سويسرا، ثم اندلعت الثورة السورية في مارس/آذار 2011، فخسرت كل ثروتي في دمشق، فسافرت إلى بيروت، ثم إلى تركيا لأقيم متطوعا صفوفا دراسية من الحاويات المكيفة لأطفال النازحين السوريين".

تزوج أوسكار من السورية هالة في 2012، وهي مهندسة أصبحت عضوا في الأكاديمية الملكية الهولندية اليوم، ويوضح لـ"العربي الجديد": "غيرت اسمي في سويسرا إلى أوسكار أسد الله بيرغامين، قبل زواجي، وإشهاري الإسلام لا علاقة له بالزواج، بل كان عن اقتناع قبل 7 سنوات من زواجي".
 

المصدر: العربي الجديد 



السابق

الاحتلال يتخوف من إلغاء "اليوروفيجن" 2019 في "إسرائيل"

التالي

أكاديميان فلسطيني وإسرائيلية ينشئان حلقةً علميةً بسويسرا تستهدف الشباب بمناطق النزاع


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.