أكلات فلسطين الشعبية في مطبخ "نكهة أمهات القدس"

منذ 6 سنوات   شارك:

اختارت المقدسيتان انتصار سعدة وصباح ادكيدك، من واد الجوز والقدس العتيقة، طريقا غير الذي تختاره كثير من منظمات المجتمع المدني حين يتعلّق الأمر بالتمكين الاقتصادي، فبعد أن جمعهما ملتقى نسوي، انطلقتا لتؤسسا مشروعاً خاصاً أطلقا عليه اسم "نكهة أمهات القدس: أكلات زمان صار لها مكان بأيادي أمهات القدس".

انطلق مشروع "أمهات القدس" وحقق نجاحاً ملحوظاً، ما دفع السيدتين إلى الاستعانة بأخريات للعمل داخل مطبخهما الشعبي، كما تعاقدن مع سيدات يعملن من بيوتهن ويوردن للمطبخ طلبيات من الأكلات الشعبية المقدسية.

لم تكن السيدة انتصار (أم مصطفى)، وشريكتها في المشروع صباح (أم محمد) بحاجة لتمويل لتنفيذ مشروع المطبخ الشعبي المقدسي، والذي بات ينافس أشهر المطاعم في شارعي صلاح الدين والسلطان سليمان، وداخل أسوار القدس العتيقة، وأغلبها تقدم الوجبات السريعة، بينما يفضل كثيرون الوجبات الساخنة من الأكلات الشعبية، كالمقلوبة، والمنسف، وورق الدوالي، والشيش برك، والكبّة اللبنية، واليخاني بجميع أنواعها.

وحول فكرة المشروع، تقول (أم مصطفى) لـ"العربي الجديد"، إنها تبلورت أثناء مشاركتها وزميلتها (أم محمد) في ملتقى نسوي مقدسي، "كانت المشاركات يتسابقن على إعداد أشهى الأطباق، ولقيت منهن دعماً وتشجيعاً لما صنعته من طعام، ما شجعني للمبادرة بفتح مطعم أو مطبخ يقدم الوجبات الساخنة، وهو ما تفتقد إليه المطاعم الحديثة. انطلقنا ونطمح أن نتوسع وننشئ فروعاً، ونشغّل معنا نساء أخريات".

يقع المطبخ الشعبي في شارع الزهراء بالقدس، يفضي إلى ساحة واسعة لوقوف السيارات، ومنه ينطلق الناس إلى وظائفهم، وإليه يعودون عند الظهيرة أو قبل المغيب، ما يجعل المطبخ الشعبي مقصداً لتناول أطباق الطبيخ المتنوعة، أو لطلب وجبات للبيت حيث تنتظر الزوجات والأطفال أكلة جاهزة أعدت بأيدي نساء مهرة.

تقول أم مصطفى: "معظم الزبائن محامون وأطباء وموظفون، وحتى تلاميذ مدارس، وفتيات عاملات، وقد وجدوا ضالتهم في هذا المطبخ وما يقدمه من أكلات شعبية تلقى رواجاً كبيراً، لدينا أشهى الأطباق سواء الفطور، حيث نفتح أبواب المطبخ عند الثامنة والنصف صباحاً، أو الغداء والعشاء، حيث نغلق عند الخامسة مساء".

وتضيف أم محمد: "كل يوم نشهد إقبالاً واسعاً، بعض الأزواج يحضرون زوجاتهم إلى المطعم لتناول الطعام، وتعلم فنون الطبخ التي نتقنها أنا في ذات الوقت، ويشاركنا في ذلك أيضاً عاملتان انضمتا للعمل معنا".

تتركنا أم محمد مسرعة لانشغالها بما تعد من أطباق، وما تجهزه من طلبات، بينما ينتظر فتى في الثانية عشرة انتهاءها من تجهيز طلبية ليوصلها.
تحلم السيدتان أن تمتلكا في المستقبل مكاناً لتحولانه إلى أكبر مطبخ شعبيّ يلبي احتياجات المواطنين، وفي الوقت ذاته يساهم في تشغيل أكبر عدد من النساء المقدسيّات، وقد تعاقدتا مع عدد منهن لتجهيز الوجبات حين يزداد الطلب على الأكلات الشعبية في المواسم.

فكرة التوسع ستظل تحمل شعار البدايات كما تقول سيدتا المطبخ الشعبي لـ"العربي الجديد"، وتؤكدان الاعتماد على الذات، وتمويله دون حاجة للحصول على أي دعم خارجي.
وتتذكر أم محمد بفخر، الخطوة الأولى حين تشاركت مع أم مصطفى في تجهيز المكان بكل أدوات الطبخ، والتي أحضرتاها من مطبخيهما الشخصيين.

 

المصدر: العربي الجديد



السابق

في مشروع تخرجهما.. مهندسان فلسطينيان يخططان لمجمعٍ بيئيّ يحوي مصنعاً وأماكن ترفيهية

التالي

روايتان فلسطينيتان ضمن القائمة القصيرة لجائزة "البوكر 2018"


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.