مخيم البرج الشمالي.. عين الحلوة الثاني؟
صحا أهالي مخيم برج الشمالي فجر الأربعاء، في 12 تموز، على حادثة إحراق سيارة مدير موقع مخيم البرج الشمالي، أحمد دحويش. سرت شائعة في البداية عن أن ما جرى كان نتيجة ماسّ كهربائي أفضى إلى احتراق السيارة من نوع نيسان 2002. لكن ما لبث أن جرى التأكيد، على لسان دحويش، أن الحادثة مفتعلة، وكانت بسبب تقرير كان ينوي نشره في موقعه الإلكتروني عن واقع الفساد والأمن في مخيم برج الشمالي، ويطالب فيه "الفصائل الفلسطينية بمحاربة الفساد والمفسدين، وتحقيق الأمن والاستقرار في المخيم، حرصاً على أن لا يصبح المخيم عين حلوة جديداً"، على حدّ قوله، من دون أن يوضح كيف ومن سرّب التقرير.
"المدن" اتصلت بعدد من أهالي مخيم برج الشمالي، الذين أجمعوا على انتساب هذا الشاب العشريني لما يُسمّى بالتيار الاصلاحي في حركة فتح، الذي يقوده القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان. أما عائلة دحويش فعددها كبير داخل المخيم، وتسكن ما يُعرف بحارة الدحاوشة. وحصلت على الجنسية اللبنانية إبان عمليات التجنيس الواسعة، بُعيد الحرب الأهلية اللبنانية. تيار دحلان وخلال تمدده في المخيمات الفلسطينية في لبنان عمل على استقطاب الفاعلين في العائلات الكبيرة، ومحاولة جذب المشرفين على المواقع الإلكترونية للمخيمات والتجمعات الفلسطينية، وهو ما ينطبق في الحالتين على أحمد دحويش.
يعمل دحويش في مؤسسة بيرسيو التابعة لدحلان، والتي يرأسها إدوارد كتّورة. ومن خلال هذه المؤسسة استطاع دحويش أن يستقطب عدداً من الشباب الباحث عن فرص عمل، واعتاد أن ينتقد فصائل فلسطينية عديدة، من خلال موقعه الإلكتروني. ما سبّب بعض الإشكالات اللفظية مع عدد من المنتمين إلى تلك الفصائل.
دحلان عاد ليتمدد في مخيمات لبنان، بعد انكماش مؤقت، في العام 2014، إثر اغتيال مجموعته في مخيم المية ومية. التمدد اليوم يشهد أشكالاً عديدة، من بينها قروض للشباب في المخيمات. كما أن تنسيق تياره بدا واضحاً مع بعض قوى التحالف الفلسطيني، خصوصاً خلال معارك مخيم عين الحلوة الأخيرة. ومع حادثة إحراق سيارة دحويش هناك خشية من أن يكون ما جرى حلقة من حلقات الصراع بين تيار دحلان وخصومه، رغم أن ذلك لا يُسقط الافتراضات الأخرى التي من بينها أن الحادثة افتعلها المتضررون مادياً منها، وهي "محاولة لتعويم أحمد دحويش"، كما يقول بعض سكان المخيم. مع ذلك، كانت الإدانات واسعة في المخيم، واعتبار ما جرى اعتداءً على حرية التعبير، كما عبّر أكثر من فصيل ومؤسسة مدنية.
المصدر: المدن
أضف تعليق
قواعد المشاركة