السويد.. ملاذ آمن للفلسطينيين بددته الإقامة المؤقتة

منذ 7 سنوات   شارك:

دفعت الحروب المتتالية التي عانى منها أبناء الشعب الفلسطيني عبر عقود مضت؛ بموجات عديدة من اللاجئين الفلسطينيين إلى الدول الأوروبية؛ أملاً منهم بتحسين أوضاعهم المعيشية والتعليمية؛ ورغبة منهم بالهروب من الصراعات الدائرة في المنطقة العربية، وكانت السويد إحدى هذه الدول التي شكلت ملاذاً للآلاف من النازحين بعد النكبة عام 1948.

أعداد الفلسطينيين في السويد

معظم الفلسطينيين المهاجرين إلى السويد هم من مخيمات لبنان، يليهم القادمون من مخيمات سوريا ثم من الأردن.

ويقدر عدد أعضاء الجالية الفلسطينية في السويد بنحو 12 ألف شخص يتوزعون على المدن السويدية كالتالي: مدينة أوبسالا (3000 نسمة)، مدينة مالمو (2350 نسمة)، ستوكهولم (2500 نسمة)، جوتنبرغ (1300 نسمة)، سورتاليه (200 نسمة)، فكشو (150 نسمة)، بقية المناطق (2500 نسمة).

أسباب قدوم الفلسطينيين إلى السويد

1- سياسية:

وهي ناتجة أساسًا عن الوجود الصهيوني الجاثم فوق أرض فلسطين، وهو الذي يريد إلغاء وجود الشعب الفلسطيني تحت شعار "شعب بلا أرض لأرض بلا شعب" الذي رفع منذ المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897.
ودفعت الحروب المتتالية التي عانى منها الفلسطينيون خلال العقود الماضية اللاجئين الفلسطينيين للخروج من مخيماتهم في الوطن العربي إلى السويد والدول الأخرى. ولابد هنا من ذكر أن الكثير من الفلسطينيين الذين قدموا إلى السويد ورفضت طلبات لجوئهم، اضطروا للبحث عن ملاجئ أخرى أو العودة إلى المخيم.

2- اقتصادية:

لم تؤد منظمة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) دورًا كافيا في رفع مستوى معيشة الأسر الفلسطينية، أو مساعدتها للتغلب على المصاعب والأزمات المالية، التي فرضتها بعض الأنظمة العربية مثل لبنان.

والمصاعب التي تعرض لها الفلسطينيون في الأراضي المحتلة من مصادرة الاحتلال لأراضيهم ومياههم، وتخريب ممتلكاتهم. كلها أمور اضطر معها الفلسطينيون للتفكير بمصادر رزق جديدة، فلجأ بعضهم للتفكير بالهجرة إلى الدول العربية والأوربية. ومنهم من قدم إلى السويد، عبر عقود عمل مع شركات سويدية كانت تعمل في الوطن العربي.

3- دراسية:

كان للأونروا أثر هام في إرسال الطلاب المتفوقين من معاهدها الفنية، مثل معهد سبلين في لبنان ومعهد الفي تي سي في سوريا، في بعثات دراسية إلى ألمانيا والدانمارك والسويد في منتصف ستينيات القرن الماضي. بقي هؤلاء الطلبة، الذين لا يتجاوز عددهم 30 طالبا، في هذه البلدان، وأسسوا عائلات وقواعد اجتماعية. وتعد مجموعة الطلبة هذه نواة تشكل الجالية الفلسطينية في السويد. حضر بعدها العديد من الطلبة الفلسطينيين للدراسة في الجامعات السويدية وطاب لهم البقاء وتكوين عائلات.

4- دينية:

أدت البعثات التبشيرية التي كانت تجوب البلاد العربية، خصوصا في فلسطين ولبنان وسوريا، في نهايات القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، دوراً في خلق موجات من الهجرة إلى الأمريكيتين. وقد استمر عمل هذه البعثات في فلسطين إلى يومنا هذا، ما أدى إلى هجرة عدد قليل من العائلات الفلسطينية في ستينيات القرن الماضي إلى السويد ولا تزال تعيش فيها.

5- لم الشمل:

يعد عامل جمع الشمل من أكبر العوامل التي رفعت عدد وجود الفلسطينيين في السويد. فالعائلة الفلسطينية، كما هو معروف، تتميز بكثرة العدد، وبشكل خاص التي قدمت من قطاع غزة، ويحق للمرء الذي حصل على تصريح الإقامة أن يحضر باقي أفراد أسرته إلى السويد.

تطور الوجود الفلسطيني في السويد

السويد كغيرها من الدول الأوروبية الأخرى، كانت مقصداً لأبناء الشعب الفلسطيني، وكانت البدايات في منتصف ستينيات القرن الماضي، حيث قدم إلى السويد عدد من الطلبة المتفوقين في المعاهد الصناعية في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسوريا، بعد أن حصلوا على منح دراسية، بواسطة وكالة الغوث التابعة للأمم المتحدة، واستقر معظم هؤلاء في السويد في أعقاب حرب 1967م ، بعضهم التحقت عائلاتهم بهم، والبعض الآخر فضل الزواج من سويديات، وكانت أعدادهم حتى ذلك الوقت قليلة.

في نهاية السبعينيات قدمت موجة من الفلسطينيين إلى السويد من الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان والأردن وسوريا؛ على خلفية الصراعات التي حدثت في المنطقة، سواء بسبب "إسرائيل" أو الخلافات الفلسطينية مع بعض الأنظمة العربية. وكانت الموجة الأوسع في أعقاب الحرب "الإسرائيلية" على لبنان عام 1982، وحرب الخليج الثانية عام 1990، كما شهدت الفترة التي تلت الحرب على العراق موجة لا بأس بها من الفلسطينيين إلى السويد.

أماكن وجود الجالية الفلسطينية في السويد

يتركز وجود أبناء الجالية الفلسطينية في السويد في المدن التالية: ستوكهولم، أوبسالا، مالمو، غوتنبوغ، سودرتاليه، فاكسيو، يافلي، هلسنبور، ولاندسكرون.

إندماج الجالية الفلسطينية في المجتمع السويدي

يواجه الفلسطينيون في السويد مشاكل عدة في عملية اندماجهم في المجتمع السويدي، وتأتي في مقدمة هذه المشاكل: الاختلاف في العادات والتقاليد، وصعوبة اللغة السويدية، وارتفاع نسبة البطالة بين أبناء الجالية، (رغم وجود عدة مؤسسات سويدية تسعى جاهدة إلى تأمين دروس مجانية في اللغة السويدية، وتعريفهم على المجتمع السويدي، ومساعدتهم على الدخول إلى سوق العمل)، هذا لا يعني أن أبناء الجالية الفلسطينية في السويد لا يسعون إلى الاندماج مع المجتمع السويدي، لكنهم يحاولون أن يضعوا ضوابط أمام هذا الاندماج، خاصة فيما يتعلق بالانصهار في العادات والتقاليد السويدية، التي لا يتناسب بعضها مع العادات والتقاليد العربية. وفي المقابل؛ فإن أهم العوامل التي تساعد على اندماج أبناء الجالية الفلسطينية في المجتمع السويدي؛ هي المدرسة التي توفر لهم إتقان اللغة السويدية، والاحتكاك بغيرهم من المجتمع السويدي من مدرسين وزملاء.

نطاق عمل أبناء الجالية الفلسطينية في السويد

يعاني معظم أبناء الجالية الفلسطينية في السويد من البطالة، التي ترتفع نسبتها إلى 80% حسب بعض المصادر البحثية، أما النسبة المتبقية العاملة أي 20%، فإن معظمهم يعملون في القطاع الاستهلاكي، وعلى وجه الخصوص؛ في قطاع المطاعم، لذلك يعتمد معظم أبناء الجالية الفلسطينية في تغطية نفقات حياتهم اليومية على رواتب البطالة التي تمنحها لهم المؤسسات الرسمية حسب القانون السويدي.

أبرز مؤسسات الجالية الفلسطينية في السويد 

اتحاد الجمعيات الفلسطينية في السويد، تحالف حق العودة، جمعية الشعب الفلسطيني في أوبسالا، النادي الثقافي العربي، نادي القدس في أوبسالا، جمعية الصداقة الفلسطينية السويدية في يافلي، رابطة سوديرتاليه، الجمعية الفلسطينية، نادي السلام في غوتنبورغ، الرابطة الفلسطينية في مالمو، النادي العربي في هلسنبور، مركز العدالة في غوتنبورغ.

العمل الدبلوماسي الفلسطيني في السويد

في أعقاب اعتراف الأمم المتحدة بمنظمة التحرير الفلسطينية؛ كانت السويد من الدول التي أقرت بذلك، وفتحت المنظمة مكتباً إعلامياً لها في العاصمة السويدية ستوكهولم.

عمل المكتب الإعلامي على تأسيس عدة اتحادات منها اتحاد طلاب فلسطين، وفرع اتحاد عمال فلسطين. وبعد اتفاق أوسلو أصبح المكتب الإعلامي يسمى "البعثة الدبلوماسية الفلسطينية".

ما الخلفية التي يحملها القادم الجديد من الفلسطينيين؟

إن معظم الفلسطينيين القادمين إلى السويد هم من المخيمات الفلسطينية ومن شرائح اجتماعية فقيرة أو متوسطة الحال، وهم ذوو تعليم عالٍ ومتوسط، منهم الطبيب ومنهم الصحافي ومنهم العامل. صحيح أن الموجة الأولى كانت من الطلاب لكن الموجات الأخرى المتلاحقة كان أغلبها من النشطاء السياسيين أو العسكريين (الفدائيين) بسبب الحروب التي نشبت في الأردن ولبنان والكويت والعراق. وبكلمة أخرى فإن كل قادم لديه الجروح الجسدية والنفسية، ما يتطلب تدخل اختصاصيين للتعايش مع تلك الجروح، من جهة. ولديه من جهة أخرى مخزون وطني عالي المستوى بسبب حقه الذي لم ينسَه في تحرير وطنه والعودة إليه، وهذا ما يدفع هؤلاء الناس إلى التفكير المستمر بالقضية الفلسطينية والعمل في الشتات من أجلها والرباط المتواصل مع الأهل والوطن من خلال القنوات الفضائية والإنترنت والهاتف والزيارات المتكررة في كل عام تقريبا للأهل في المخيمات.

هذا وقد عانت الموجات الأولى من الفلسطينيين من الموقف السياسي لأكثر الأحزاب السياسية المناهضة للحقوق الفلسطينية، الأمر الذي عكس نفسه على الرأي العام السويدي آنئذ. فقد سيطر على الإعلام الموقف العدائي للمنظمات المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية وتصنيفها بـ"الإرهابية". لكن الجهود المبذولة من أبناء الجالية الفلسطينية، ونشاط حركات التضامن السويدية مع الشعب الفلسطيني، ومواقف الأحزاب اليسارية من جهة، والفظائع التي ارتكبتها "إسرائيل" ضد الفلسطينيين في أماكن تواجدهم لعبت دورا كبيرا في تغيير الرأي العام السويد الذي أصبح في يومنا هذا مناهضا لـ"إسرائيل" وسياساتها العنصرية ومؤيدا للحق الفلسطيني في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

يتطلب الحديث هنا عن ما فعله التواجد الفلسطيني بأجياله المتتابعة في السويد، من نشاطات للحفاظ على الهوية الفلسطينية من جهة، وتشكيل الرأي العام السويدي من جهة ثانية.

قرارات الحد من الهجرة وتأثيرها على اللاجئين

كما وأعلنت الحكومة السويدية مؤخراً عن حزمة قرارات جديدة من شأنها الحد من تدفق المزيد من اللاجئين إلى البلاد.

حيث أعلنت الحكومة السويدية بعد اتفاقها مع المعارضة عن سلسلة إجراءات تخص سياستها تجاه اللاجئين الجدد، أهمها منح تصاريح إقامة مؤقتة لطالبي اللجوء بدلاً من الدائمة، حيث سيُمنح اللاجئون تصاريح إقامة مؤقتة لمدة ثلاث سنوات بدلاً من الدائمة، لكن هذا الاتفاق لا يشمل العائلات التي لديها أطفال، كما أنه لا يشمل طالبي اللجوء من الأطفال القصر غير المصحوبين من ذويهم.

كما أقرّ الاتفاق إجبار جميع البلديات على استقبال وتلقي اللاجئين، وتسريع البت في إصدار مصلحة الهجرة لقرارات قبول طلبات اللجوء في السويد أو رفضها، وتسريع إجراءات إعادة اللاجئين الذين رفضت طلبات لجوئهم إلى بلدانهم الأصلية، والاتفاق على إقامة وتشييد المزيد من مساكن إيواء اللاجئين “الكامبات”، بالإضافة إلى تأكيد مشاركة السويد في عملية إعادة توزيع اللاجئين على بقية الدول الأوروبية، ومطالبة السويد جميع الدول الأوروبية بضرورة تحمل مسؤوليتها ومساعدة اللاجئين على المشاركة في إعادة توزيعهم.

وأوضحت مصلحة الهجرة "إنه بعد مرور ثلاثة أعوام وانتهاء مدة تصريح الإقامة المؤقتة، يمكن أن يحصل الشخص على تصريح الإقامة الدائمة في حال كان لديه عمل ودخل ثابت ويخضع لشروط النظام الضريبي؛ أي أن الشخص الذي لديه عمل سيحصل على الإقامة الدائمة حتى وإن لم يعد يوجد هناك أي سبب لحمايته والبقاء في السويد".
 

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام



السابق

"جولة الحرية" من القدس إلى العقبة عبر "البسكليت"

التالي

"الأونروا" في مناهجها التعليمية الجديدة "شطبٌ كاملٌ لكل كلمة فلسطين"!


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.