في غزة.. "عبد الرحمن" مهندسٌ ومبتكرٌ ومبادرٌ لتأهيل الأطفال بمجال الإلكترونيات
تقرير شبكة العودة الإخبارية- غزة
بعد تخرّجه من الثانوية العامة قبل خمس سنوات، أراد الشاب الفلسطيني عبد الرحمن عوض، أن يدرس طب الأسنان في مصر وقد نال حينها منحةً دراسية، لكنّه لم يستطع العبور إلى جامعته في مصر بسبب الإغلاق المفروض على قطاع غزّة، فحطمّه ذلك وجعل منه كتلة إحباطٍ متنقلة!
لكنّ عبد الرحمن لم يسمح لأي شيءٍ بأن يكسره، فالتحق بكلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات في جامعة الأزهر بغزّة، ولم يتوقع حينها أن يزداد قرباً من تخصص هندسة الميكاترونيكس الذي يجمع بين الهندسة الميكانيكية والكهرباء.. ليجد نفسه فعلاً في ذلك التخصص..
يقول عبد الرحمن لشبكة العودة الإخبارية «لم أُرِد وظيفة، ولا أن أعمل ثماني ساعات، ولا راتب شهري، أردتُ بيئةً تُشجّعني على الابتكار وأشجّع فيها غيري على الإنجاز».
كان عبد الرحمن الشاب العشرينيّ مؤمناً بما لديه من قدرات، ففي سنته الجامعية الثانية صمّم جهازاً يساعد المُقعَدين على صعود الدرج، لكنه لم يستطع الحصول على تمويل! بعدها وجد أنّ التعليم الجامعيّ يفتقر إلى الجانب العملي كثيراً، فلمعت في باله فكرةً في أن يقوم بتعليم الأطفال الهندسة، فتوجّه لتخصيص أيامٍ معينة من كل أسبوع يُجمّع فيها أطفالاً ويُعلّمهم تركيب الدوائر الإلكترونية والروبوتات.
ويضيف عبد الرحمن «أنشأتُ نادٍ أدرّبُ فيه الأطفال على تلك الأمور، وعلّمتُ أكثر من 7000 طفل، وطورتُ في شركتي حقيبةً تعليميةً تُسهّل على أطفال المدارس فهم علوم الهندسة، ونلتُ فرصة استثمار من شركة خاصةٍ لتطوير تلك الحقيبة».
ففي وقتٍ يُريد فيه الإنسان أن يُصبح شيئاً في المستقبل، ووجد نفسه في مجالٍ آخر كلّ ما عليه هو أن يحاول إخراج ما في جعبته من قدرات تجعله يُبدعُ فيه ويُغيّر من حال مجتمعه للأفضل».
أضف تعليق
قواعد المشاركة