"رجاء أبو عماشة".. شهيدةٌ أطلقت العنان للنضال الفلسطيني ضدّ الاستعمار البريطاني
هبة الجنداوي- العودة
تداول ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" صورًا للشهيدة الفلسطينية رجاء أبو عماشة التي استشهدت وهي تناضل على أبواب مدينة القدس المحتلة.
ولدت الشهيدة رجاء حسن أبو عماشة في قرية "سلمة" بالقرب من مدينة يافا عام 1939، وعاشت طفولتها في يافا حتى عام النكبة 1948.
في ذلك العام هاجرت رجاء مع عائلتها وسكنت في مخيم عقبة جبر الذي أُقيم للاجئين في أريحا، وكانت إحدى طالبات الصف الثالث إعدادي في مدرسة القادسية في القدس.
وفي 18 كانون أول من عام 1955، شاركت رجاء في المظاهرات الطلابية الاحتجاجية التي اندلعت بعد نشوء حلف بغداد والذي حاولت القوى الاستعمارية إقامته بالمنطقة العربية. حيث توجهت إلى مبنى السفارة البريطانية في القدس في محاولة لاقتحامه وإنزال العلم من عليه، فاستشهدت برصاص قوات الأمن الأردني، وكان لاستشهادها أثر بالغ في تأجيج الوضع، حيث استمرت المظاهرات والاحتجاجات من أجل إلغاء المعاهدة البريطانية الأردنية.
وفي ذلك التاريخ الثامن عشر من كانون الأول من عام 1955، الذي كان له بصمة في تاريخ النضال الفلسطيني، كانت رجاء أول طالبة فلسطينية استشهدت وهي تنزل العلم البريطاني عن القنصلية البريطانية في القدس عام 1955. وكانت أول من رفع العلم الفلسطيني على اسوار القدس.
وبعد استشهاد رجاء وما أحدثه استشهادها من تأجيج للثورة على الاستعمار، نجحت هذه التحركات الطلابية بالضغط من أجل إلغاء المعاهدة مع بريطانيا، وتم تعريب الجيش الأردني، وإسقاط حلف بغداد العسكري وفرض إجراء انتخابات نيابية أردنية.
كما تمّ تشكيل أول حكومة وطنية في الأردن برئاسة سليمان النابلسي، وتحقق في عهدها العديد من الإنجازات التي جاءت مستجيبة للمطالب الشعبية ومعبرة عنها.
دفنت الشهيدة رجاء أبو عماشة في مدينة أريحا، وقد رثاها الشاعر الفلسطيني عبد الكريم الكرمي "أبو سلمى" قائلاً:
منسية مثل بلادي رجاء ... مرت كما مر شعاع الضياء
أغفت على سفح أريحا ... ولا من ادمع إلا دموع السماء
ولفها الليل برفق ولا........ من مؤنس إلا النجوم الوضاء
أضف تعليق
قواعد المشاركة