مائدة الإفطار.. تحدٍ يواجه المخيمات الفلسطينية في الأردن
تتجول الحاجة أم جميل في أسواق مخيم الحسين للاجئين الفلسطينيين، "وسط العاصمة عمان" ، لتوفير احتياجات أسرتها الكبيرة من المواد التموينية، ولتجهيز مائدة الإفطار الرمضانية التي يجتمع حولها أبناؤها وأحفادها في منزلها المتواضع وسط المخيم.
تختار أم جميل ما تحتاج من مواد غذائية وخضار تساهم في تشكيل مائدتها المتواضعة، كما تستعرض في الوقت ذاته أسعار السلع والمواد التموينية، بحثا عن أفضل الأسعار لتتناسب مع ميزانيتها وقدرتها الشرائية التي تصفها بـ"المحدودة".
"رمضان زمان كان كله خير".. تقول الحاجة أم جميل: لكنها لا تخفي سعادتها بقدوم شهر رمضان المبارك، غير أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والخضار ومستلزمات رمضان، تدفعها إلى البحث طويلا عن العروض والتنزيلات التي تقدمها المحلات التجارية المتواضعة أصلا في المخيم.
وتضيف أم جميل: ان سكان مخيم جبل الحسين، الذي يعد من أحد اكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، غالبيتهم بالكاد يستطيعون توفير لقمة عيشهم.
ويكتظ مخيم الحسين بالسكان، ويعاني من بنية تحتيه متهالكة، وأزقة ضيقة، تجعل من الحياة فيه أكثر صخبا، وينتشر في المخيم زواج الأقارب والزواج والطلاق المبكران، إضافة إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة بين صفوف أبنائه.
حالة أم جميل لا تختلف عن غيرها من الفلسطينيين في الأردن؛ فهناك أكثر من مليوني ومائة ألف لاجئ فلسطيني مسجل، بحسب بيانات وكالة الغوث الدولية، يعيش غالبيتهم خارج المخيمات، ويعانون من ارتفاع مستويات البطالة والفقر.
ويتمتع كافة اللاجئين الفلسطينيين في الأردن بالمواطنة الأردنية، باستثناء حوالي 140 ألف لاجئ من قطاع غزة، الذي ظل حتى عام 1967 يتبع للإدارة المصرية، ويحملون جوازات سفر أردنية مؤقتة، لا تمنحهم حق المواطنة الكاملة؛ كالتصويت في الانتخابات البرلمانية ، وحق التوظيف في الدوائر الحكومية، كما تقول وكالة الغوث الدولية.
ويضم الأردن عشرة مخيمات رسمية وثلاثة غير رسمية، ويعيش اللاجئون الآخرون بالقرب من المخيمات؛ وجميعهم يعيشون تحت ظروف اجتماعية اقتصادية مشابهة.
ومعظم قاطني مخيم جبل الحسين، الذي تأسس عام 1952 من فلسطينيي النكبة.
وفي مشهد مختلف عن واقع الفقر والبطالة الذي يعيشه اللاجئون الفلسطينيون في الأردن، تتخذ الحاجة صبرية خالد من مدخل منزلها وسط مخيم البقعة (شمال عمان) "بقالة" لبيع المواد الغذائية والسكاكر والحلوى، في محاولة منها للاعتماد على الذات وعدم اللجوء إلى المساعدات والمعونات.
وتعرض الحاجة صبرية " أم وليد"، مواد تنظيف ومعلبات وسكاكر وعصائر على رفوف خشبية في مكان لا يكاد يتسع لشخصين، لكنه يمثل للحاجة صبرية "الحيلة والفتيلة"، وهو مصدر رزقها الوحيد.
غالبية زبائن الحاجة أم وليد، من الأطفال الذي يترددون على دكانها المتواضع، وسط زقاق المخيم القديم، لابتياع الحلوى والسكاكر وبعض المواد المنزلية.
وتقول أم وليد: إن فكرة إنشاء بقالتها الصغيرة تعود إلى عدم وجود مصدر دخل ثابت لها ولأسرتها، التي تتكون من شقيقتها الكبرى ووالدتها، ما دفعها إلى الاقتراض من مؤسسة مجتمع مدني محلية، تعنى بتقديم مبلغ مالي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، مقابل قسط شهري يبلغ 70 دينارا أردنيا (100 دولار)، لمدة 5 سنوات استطاعت من خلاله فتح بقالتها الصغيرة.
المصدر: قدس برس
أضف تعليق
قواعد المشاركة