الاحتلال دمر 1050 منشأة بشكل كلي وجزئي
مصانع غزة المدمرة.. محاولات "ذاتية" للنهوض من جديد
بهمة عالية وبمساعدة العاملين معه، يعمل "جمال أبو العمرين" مسابقاً الزمن، لإعادة الحياة لمصنع المخللات الذي يملكه بعدما لحق به دمار كبير، إثر استهدافه من قبل الاحتلال في حرب غزة الأخيرة (صيف 2014).
آثار الدمار لا تزال بادية في المصنع الذي تدمرت أجزاء كبيرة منه، لتروي حكاية واقع مرير يواجهه الواقع الاقتصادي والصناعي الفلسطيني الذي ما إن يفلت من جريمة صهيونية حتى يكون عرضة لأخرى.
تدمير متكامل
ويتحدث أبو العمرين لـ"المركز الفلسطيني للإعلام بالقول: "الاحتلال دمر أجزاء من المصنع بواسطة الجرافات، فيما أكملت الصواريخ والقذائف على الجزء الآخر، لتدمر الماكنات وبراميل التخزين وتتلف البضائع المخزنة التي تم تحضيرها لموسم رمضان وهو الموسم الرئيسي للمخللات في كل عام".
ويضيف قائلاً: "الخسارة هنا مزدوجة؛ فمن جهة هناك تدمير المصنع وإتلاف نحو 150 طناً من المخللات، ومن جهة ثانية هناك خسارة الموسم".
ويتابع: "رغم الخسائر الكبيرة التي قدرت بأكثر من 400 ألف دولار، إلا أننا نحاول أن نستأنف العمل بأقل الإمكانات لنلبي احتياجات زبائننا، متأملاً أن تقوم الجهات المسؤولة بتعويض أصحاب المصانع المتضررة، كي يستطيعوا استئناف عمل مصانعهم من جديد".
وتبدو خسائر أبو العمرين الكبيرة على صعيده الشخصي، لا شيء أمام خسائر غيره من أصحاب المصانع التي طالها التدمير خلال العدوان الصهيوني.
التلباني .. خسائر فادحة
بدوره، يتحدث مدير شركة مصانع العودة محمد التلباني، الذي تعرض مصنعه في دير البلح لقصف مدفعي متكرر خلال الحرب، إن خسائره تقدر بما يزيد عن 25 مليون دولار، لافتاً إلى أن الخسائر تتركز في المواد الخام والآلات والأبنية وقطع الغيار ومنتجات كانت موجودة في مخازن المصانع.
وأوضح التلباني لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، أن "القصف دمر كافة خطوط الإنتاج في المصنع كخط البسكويت والويفر والآيس كريم والكرمبو والشتوي والعصير، بالإضافة للأقسام الرئيسية للشركة، كقسم الصيانة والإدارة والجودة والمشتريات والمخازن".
وأشار إلى أن الشركة كانت تجهز منتجاتها استعداداً لموسم الصيف، حيث كانت مخازنها تحتوى على العديد من المنتجات الجاهزة للتوزيع في السوق الفلسطينية؛ كالعصير والبسكويت والشتوي، إلا أن القصف أدى لإحراقها بشكل تام".
وأكد أنه جرى استئناف العمل في بعض الخطوط التي نجت أو أمكن ترميمها، فيما الجهود مستمرة لتعوض وإعادة الحياة لباقي خطوط الإنتاج.
تضرر العمال
ولم تقف تداعيات التدمير على صاحب المصنع وحده، بل طالت أعدادا كبيرة تضم 450 عاملاً كانوا يعملون في المصنع، حيث تم تسريح غالبيتهم جراء توقف كافة خطوط الإنتاج الرئيسية التي تدمرت بفعل قصف الاحتلال.
ويؤكد وائل الوادية، صاحب مصانع سرايو الوادية الذي دمرت قوات الاحتلال مصنعه، أن خسائره تقارب 7 مليون دولار، لافتاً إلى أن الاحتلال لم يدمر البضائع فقط، بل قصف المنشأة القائمة على مساحة 4 ألاف متر مربع، ومكونة من أربعة طوابق؛ بحيث أصبحت غير صالحة للاستخدام مجدداً.
ولفت إلى أن مصنعه يحتوي على عشرة خطوط إنتاج مختلفة، منها خطوط الشيبس والعصير والمحليات والبسكويت.
آثار تراكمية
وبحسب الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية، فإن قوات الاحتلال دمرت 450 منشأة اقتصادية وصناعية بشكل كلي و600 بشكل جزئي، ما تسبب بخسائر تقدر بحوالي مليار دولار.
وأكد علي الحايك رئيس الاتحاد، أنه تم تدمير مصانع أساسية تابعة لعدة قطاعات مثل قطاع الصناعات الغذائية والإنشائية والخشبية والكيميائية والبلاستيكية، معتبراً أن هذا الاستهداف دمر ما تبقى من بقايا الاقتصاد الفلسطيني بعد تعرضه لحربين سابقتين وحصار استمر لثماني سنوات.
وشدد في حديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، على ضرورة تعويض القطاع الخاص بشكل سريع، لأن هذه المصانع تم إعادة إعمارها إثر استهدافها في الحروب السابقة عبر القروض، وذلك لعدم تجاوز التعويضات الممنوحة لهم بنسبة 20%.
يذكر أن قوات الاحتلال استهدفت قطاع غزة خلال الصيف الماضي (صيف 2014) بعدوان استمر 51 يوماً، وقد أسفر العدوان عن تدمير نحو 1050 منشأة بشكل كلي وجزئي، وهو ما انعكس بشكل مباشر على واقع الاقتصاد الفلسطيني بالقطاع، والذي يعاني من حصار متواصل منذ سبع سنوات على الأقل.
ويطالب أصحاب المصانع والمنشآت التي استهدفها الاحتلال، بضرورة أن يكون هناك رعاية رسمية من قبل الحكومة الفلسطينية والجهات الدولية، للعمل على إعادة عمل هذه المصانع لتقوم بدورها التنموي فلسطينياً.
أضف تعليق
قواعد المشاركة