بدت سفيرة بلجيكا في لبنان مهتمة بالوضع الأمني في مخيم عين الحلوة اهتمامها بالوضع الانساني والاجتماعي للاجئين والنازحين.. فالزيارة الاستطلاعية التي قامت بها السفيرة كوليت تاكيه للمخيم برفقة الملحقة بوزارة الخارجية البلجيكية آن بورلند والقائم بالأعمال المكسيكي البرتو غلندر واستمرت نحو اربع ساعات، حفلت بالعديد من المحطات واللقاءات التي نسقتها وكالة الأونروا لعدد من مراكزها ومؤسساتها التربوية والاجتماعية والصحية، وحرصت خلالها تاكيه والوفد المرافق على الاصغاء لمعاناة اللاجئين الفلسطينيين والنازحين منهم من سوريا كما على الاطلاع على الواقع الاجتماعي والانساني لأبناء المخيم، لكن اللقاء الأبرز واللافت كان بينها وبين وفد من القوى السياسية الفلسطينية الوطنية والاسلامية تناول بشكل اساسي الوضع الأمني في المخيم والذي ابدت السفيرة تاكيه اهتماماً كبيراً به تجلى بطرحها العديد من الأسئلة بهذا الخصوص على ممثلي القوى الفلسطينية لتقوم بعدها بجولة سيراً على الأقدام في شوارع المخيم بمواكبة من عناصر القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة، ولتخرج بخلاصة مفادها ان «تمكننا من التجوال بأمان في المخيم يعكس صورة التوافق بين مكوناته بما يعزز الثبات والامن في المخيم»، معلنة ان «هدف الزيارة هو الالتقاء بالناس ونقل صورة شفافة وواضحة وموضوعية للإدارة في بروكسل».

في المقابل جاءت زيارة تاكيه والوفد المرافق وتنويهها بالأمن في عين الحلوة بمثابة رد غير مباشر على الشائعات التي طالت المخيم في الآونة الأخيرة وتحدثت عن عودة ظهور حالات امنية فيه، حيث اعتبر امين سر القوى الاسلامية في المخيم الشيخ جمال خطاب ان «زيارة هذا الوفد تؤكد ان المخيم يمر بحالة هامة من الاستقرار والأمن، لافتا الى ان هناك طابورا خامسا يحاول ان يوتر الأوضاع في عين الحلوة بإشاعة اخبار غير صحيحة عنه».

كان في استقبال تاكيه والوفد المرافق مدير وكالة الأونروا في منطقة صيدا الدكتور ابراهيم الخطيب ومدير الوكالة في المخيم فادي الصالح وشملت الجولة مدرسة بيسان وعيادة الاونروا ومركز الأنشطة التابع لها وعائلتين فلسطينيتين لاجئة ونازحة حيث اطلع الوفد عن قرب على اوضاعهم واستمع الى معاناتهم.

وفي مركز البرامج النسائية التابع للأونروا التقت تاكيه والوفد المرافق ممثلي القوى الفلسطينية: الشيخ جمال خطاب (القوى الاسلامية )، صلاح اليوسف (منظمة التحرير الفلسطينية) ماهر شبايطة (حركة فتح)،شكيب العينا (حركة الجهاد)، عمار حوران (حركة حماس) وعبد مقدح (لجنة المتابعة الفلسطينية). كما التقت وفدا من اللجنة الشبابية الفلسطينية.

تاكيه

وقالت تاكيه في ختام جولتها: «يسرني ان اكون اليوم في المخيم وأقدر الجهود التي بذلت في تحقيق هذه الزيارة ليس فقط عبر الاونروا وانما ايضا عبر القوة الامنية التي سهلت الزيارة، حيث تمكنا من التجول على الاقدام بأمان وهذا يعكس صورة التوافق الذي حصل في المخيم بما يعزز الثبات والامن فيه، فقد رأينا صوراً للمخيم مرات عديدة ولكن هذه المرة الاولى التي استطعنا الدخول الى هنا واللقاء بالناس فكان هدف الزيارة هو الالتقاء معهم ونقل صورة شفافة وواضحة وموضوعية للادارة في بروكسل وهذا محض دورنا كدبلوماسيين».

واضافت: «من الواضح ان الوضع الذي يعيش فيه النازحون الفلسطينيون من سوريا صعب جدا ولكن ارى هنا نوعاً من التمكن بانهم وجدوا لانفسهم ارضاً يقفون عليها واسسوا لأنفسهم طريقة حياة، صحيح فيها الكثير من الصعوبات ولكن هذا يعكس الحاجة لأن نعزز الامكانيات الموجودة لديهم. وهناك بعض الخطوات التي تنقصهم في تأمين الحياة وهنا دورنا ليس فقط مع الهيئات داخل المخيم وانما ايضا بالتنسيق مع السلطات اللبنانية».

خطاب

وقال خطاب: «ان زيارة هذا الوفد تؤكد ان هذا المخيم يمر بحالة هامة من الاستقرار والأمن وهذه الحالة ليست استثنائية بل هي اصل في المخيم. وما كان يحصل احيانا من خلل امني من وقت لآخر ليس خاصاً بمخيم عين الحلوة وانما يحصل في اي مكان واي بقعة في العالم وهذا استثناء عن الواقع. لذلك مخيمنا كان وما زال يشهد حالة من الاستقرار الأمني لذلك هو يرحب باي زيارة لأي وفد اجنبي او عربي للإطلاع على اوضاع المخيم ومعاناة اهله اللاجئين الذين يعانون مشاكل كثيرة سواء كانت اقتصادية ام اجتماعية ام صحية. وقد اطلعنا الوفد على اوضاع الفلسطينين عامة في لبنان وفي غزة على وجه الخصصوص لأن في النهاية الشعب الفلسطيني جسم واحد ومشاكله متشابهة سواء كان في الشتات او داخل فلسطين». ولفت خطاب الى ان «هناك طابوراً خامساً يحاول دوماً ان يوتر الأوضاع داخل المخيم وكلما حصل حدث امني خارجه يحاول ان يشيّع اخباراً غير صحيحة عن المخيم».

اليوسف

من جهته اكد عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية صلاح اليوسف امام الوفد انه «رغم كل ما يحدث من تطورات في لبنان والمنطقة من حوله فان الفصائل والقوى الفلسطينية مجتمعة تحمل راية واحدة هي «مصلحة المخيم فوق كل اعتبار»، لذلك كانت هناك مبادرة فلسطينية موحدة توجت بتشكيل قوة أمنية مشتركة لحفظ الأمن في المخيم وتأكيد عدم التدخل بالشؤون الداخلية للبنان او لأي بلد عربي، وتوحيد الجهود دعماً للقضية المركزية وهي قضية الشعب الفلسطيني ونضاله من اجل تحرير ارضه واعادة لاجئيه، وان هذه الوحدة الفلسطينية تكرست في الميدان في مواجهة الحرب الاسرائيلية على غزة ويتم تكريسها الآن في وفد موحد في القاهرة»، لافتاً الى ان «هم القوى الفلسطينية على اختلافها في لبنان هو حماية المخيمات وتجنيبها والجوار اللبناني اية تداعيات لأي اخطار يريدها لها من يتربصون بها شراً. والحمد لله نجحت القوى الفلسطينية متكاتفة وبالتعاون مع الأخوة اللبنانيين في مواجهة هكذا تداعيات».

المصدر: المستقبل