أهازيج المقاومة تطرب شوارع الضفة بلا منافس
تسيطر أهازيج المقاومة وأناشيدها على الحياة العامة في الضفة الغربية بشكل لافت، بحيث لا تسمع غيرها في الشوارع والمحال والمركبات.
ويأتي ذلك بالتزامن مع حالة الحرب التي تعيشها غزة، بما يعكس روح المقاومة العالية التي تسيطر على نفوس المواطنين وتفاعلهم الشديد مع كل ما يرتبط بالمقاومة.
وأصبحت كلمات "القسام.. الأنفاق.. الاستشهاد.. السلاح.. الاختطاف.. المقاومة...الشجاعية.. الصواريخ " وغيرها من الكلمات التي تتكون منها أناشيد المقاومة هي الأصداء التي تلتقطها الأذن في كل مكان.
ويشير حسين النمر وهو صاحب محل بيع وتوزيع الأغاني إلى ارتفاع كبير في مبيعات CDs أغاني المقاومة، حيث إن كل الموزعين لا يطلبون غيرها هذه الأيام.
ويضيف لمراسلنا: "شعور المواطن بالنصر وتقديره العالي للمقاومة يدفعه إلى أن يبقى على تواصل مع أغانيها الحماسية، ولو حدثت انتكاسة لدى المواطنين من قبيل انتصار الاحتلال لا سمح الله لما تفاعل الناس معها بهذه الطريقة غير المسبوقة".
وينوه إلى أن الأمر لا يقتصر على المواطنين، بل إن كثيرا من المطربين المحليين يعكفون على تسجيل أغاني وأناشيد جديدة تمجد المقاومة في غزة وانتصارها تماشيا مع المزاج العام وتعبيرا عن تفاعلهم مع الحدث.
تفاعل سريع مع الحدث
وكان الفنان الشعبي قاسم النجار سجل أغنية انتشرت في الأسواق بشكل سريع عقب أسر الجندي أورون شاؤول بعنوان "وعملوها الفدائية"، حيث كتب ولحن وأنتج الأغنية بعد يوم واحد فقط من إعلان القسام عن الأسر.
هذه الأغنية، سجلت مشاركة أكثر من 2 مليون مشاهدة على اليوتيوب ، وكان قد فعلها بذات الطريقة في حرب 2012 حين قصفت المقاومة "تل أبيب" فأنتج أغنية خلال فترة وجيزة بعد الحدث.
ويقول النجار لمراسلنا: إن واجب الفنان هو التفاعل مع قضايا شعبه وأولوياته، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني منسجم مع المقاومة ويدعمها، والفن المقاوم جزء من منظومة الصمود.
وأضاف: أن الأغنية صاحبت الثورة الفلسطينية عبر التاريخ وكانت إحدى أدوات التوثيق للأحداث، وهي جزء من الهوية والتاريخ.
جيل يمجد المقاومة
وتعكس الحالة اللافتة لانتشار أغاني المقاومة مزاجا شعبيا عاما أصبح يرى في المقاومة بديله الأوحد للوصول لحقوقه ودحر الاحتلال؛ حيث ينسجم انتشارها مع حالة وجدانية من المتابعة والترقب والحديث عن المقاومة وإنجازاتها وانتصارها.
ولا يقتصر انتشار أغاني المقاومة على المواطنين، بل إن أغاني المقاومة أصبحت تشكل المادة الرئيسية لكل وسائل الإعلام المحلية من إذاعات ومحطات تلفزة بما يبقي زخم الحشد والتأثير وأجواء المواجهة قائمة.
ويقول هلال عبد الجبار، وهو سائق مركبة عمومية، بينما كان يشعل أهازيج المقاومة بمركبته طوال اليوم: إن هذا السلوك تعبير عن ثقافة جديدة وارتداد إلى الأصل وحنين للهوية، وما دون ذلك كان الضياع.
أضف تعليق
قواعد المشاركة