يستعد فلسطينيو أوروبا لإقامة مؤتمرهم الثالث عشر الذي ستحتضنه هذا العام مدينة برلين "عاصمة الشتات الفلسطيني في القارة الأوروبية.

وينطلق مؤتمر هذا العام في الـ25 من أبريل القادم بعنوان "فلسطينيو أوروبا والمشروع الوطني الفلسطيني"، بمشاركة واستضافة شخصيات فلسطينية من الداخل والشتات، وأوروبية وعربية.

واستطاع فلسطينيو أوروبا وعبر مؤتمرهم السنوي هذا الذي انطلق لأول مرة في لندن عام 2003، ضرب عصب المشروع الصهيوني الذي راهن على أن تعاقب الاجيال سيُنهي القضية الفلسطينية بتلقائية.

وينطلق الآلاف من فلسطينيي أوروبا من كافة الدول الأوروبية في حافلات يطلقون عليها اسم "قوافل العودة"، للحج نحو مؤتمرهم، ليؤكدوا "أن البعد وتقادم الزمن لم ينسهم حقهم في العودة إلى وطنهم، وأنهم جزء من الشعب الفلسطيني الواحد".

ويقول رئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا ماجد الزير لوكالة "صفا" إن المؤتمر كنشاط استراتيجي حقق الكثير من المكاسب على مدار الأعوام الماضية، وأصبح ملتقى اجتماعي مفتوح لفلسطينيي أوروبا، يحج إليه الألاف منهم.

ويضيف "المؤتمر خرج من رحم مؤسسات فلسطينية فاعلة ومتخصصة في أوروبا، كتجمع الأطباء والمهندسين، والحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة، وحملة الوفاء لإغاثة منكوبي سوريا، وهو يرسل عدة رسائل هامة باتجاهات عديدة".

وأبرز هذه الرسائل-بحسب الزير-للدول العربية التي تستضيف اللاجئين الفلسطينيين ولا تحسن وفادتهم، ومفادها "أن بحبوحة العيش يمكنها أن تنتج مساحة في الوقت والذهن، للعمل على استرجاع الحقوق".

ويشدد أن المؤتمر رسالة ضربت في عصب المشروع الصهيوني الذي راهن على إسقاط قضية حق العودة، وأن فلسطينيي أوروبا استطاعوا عبر مشاركتهم فيه، اثبات أنهم من الأكثر فعالية في الجسم الوطني الفلسطيني للحفاظ على الحقوق.

"بل إن هذا المؤتمر أصبح منصة للحفاظ على قضايا الوطن وعلى رأسها قضية حق العودة والقدس والأسرى، ورفع الحصار عن غزة".

ويعتبر الزير-رئيس مركز العودة الفلسطيني في لندن-أن المؤتمر مظلة لكل أبناء الشعب الفلسطيني، وأنه جسّد وحدة الشعب في وحدة الهدف، وشكّل فرصة للإخراج والعطاء من الطاقات المبدعة بين فلسطيني الشتات، ليأخذوا فرصتهم في تقديم ما لديهم.

30 ضيفًا وآلاف المشاركين

واختار منظمو المؤتمر لهذا العام العنوان المذكور، ليؤكدوا دورهم في المشروع الوطني الفلسطيني، والحفاظ على الثوابت والحقوق الفلسطينية، وسيتزامن مع ذكرى قرب ذكرى النكبة الفلسطينية.

وبحسب الزير، فإن المؤتمر سيستضيف 30 شخصية من الوسط الفلسطيني في الداخل والمخيمات الفلسطينية في الجوار العربي وشخصيات في القارة الأوروبية، وشخصيات إسلامية وأوروبية داعمة للحق الفلسطيني.

ويؤكد أن المؤتمر سيبرز القيمة الاستراتيجية لفلسطيني أوروبا، وكيف يمكن أن يأخذوا دورهم في الجسم الوطني الفلسطيني، في كافة المجالات.

كما يهدف منظمي المؤتمر لإيجاد نموذج لكفاءة الجاليات الفلسطينية في العالم عبر فلسطينيي أوروبا، وهو بالتالي يسلط الضوء على الدور الاستراتيجي لفلسطيني الشتات، خاصة وأننا نتحدث عن أغلبية الشعب الفلسطيني التي تعيش خارج الوطن.

وستنطلق "قوافل العودة" وهي الحافلات التي ستقل فلسطيني دول أوروبا إلى مقر المؤتمر ببرلين، بالآلاف للمشاركة فيه، وهم يطلقون عليها هذا الاسم تيمنًا بعودتهم إلى فلسطين.

ووفق ما يؤكده الزير، فإنه وخلال النسخ السابقة للمؤتمر فاقت المشاركة الـ 10 آلاف فلسطيني.

وعن مدى تطوّر نشاطاتهم كمًا ونوعًا في دول أوروبا بالتحديد، ينوه الزير إلى أن هذا ما شهدته أوروبا مؤخرًا، وذلك بسبب البعد المؤسساتي لعملهم، وقانونيته ومؤسساته المرخصة التي تلتزم بكافة القوانين الأوروبية في فعالياتها.

ويذهب بالقول إلى أن هذا التوسع في النشاط سمح باستخدام المساحات الجغرافية المفتوحة، وأصبح تنسيق الأنشطة لكافة فلسطينيي أوروبا يندرج تحت وحدة القارة.

تجدر الإشارة إلى أن عدد فلسطيني دول قارة أوروبا قارب الـ400 ألف، وفق ما أفاد الزير.

المصدر: وكالة صفا