تهديدات الاحتلال لغزة.. دعاية انتخابية أم تمهيد لعدوان جديد؟
على أبوب الانتخابات، يقرع الاحتلال طبول الحرب العدوانية ضد قطاع غزة، وسواء كان قادة الاحتلال بصدد تنفيذ هذا التهديد، في المرحلة الحالية، أما كانوا يستخدمونه كدعاية انتخابية لكسب المزيد من الأصوات، فإن السؤال الذي يطرح نفسه أمام حقيقة تعطشهم، للدماء الفلسطينية، هو: متى وكيف سيبدأ العدوان القادم؟
ويتوعد قادة ومسؤولون إسرائيليون بصفة مستمرة، قطاع غزة المحاصَر، بعدوان جديد، منه تهديد رئيس جهاز الاستخبارات السابق عاموس يدلين والمرشح على قائمة "المعسكر الصهيوني"، أول من أمس، بعدوان "قصير ومركز ومؤلم" ضد القطاع.
إن التهديدات الإسرائيلية لغزة، تنطوي على جوانب عدة، من وجهة نظر المتخصص في الشؤون الإسرائيلية وديع أبو نصار، الذي يقول لـ"فلسطين": "إن الجانب الانتخابي هو الذي يجب أن نأخذه دائما بعين الاعتبار"، مشيرًا إلى أن هناك "مزاودات بين الأحزاب المختلفة، لاسيما بين أحزاب اليمين واليمين المتشدد".
ويضيف أبو نصار، أن قادة الاحتلال يريدون "إخضاع الفلسطينيين بصورة عسكرية"، لكنه يوضح في نفس الوقت أن هناك جوانب أخرى منها وجود "تخوفات لدى الطرف الإسرائيلي"، من أن تكون الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، تجهز نفسها لمواجهة قادمة، مع الاحتلال.
ويلفت إلى أن مندوب (إسرائيل) لدى الأمم المتحدة، قدم شكوى رسمية للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي، يطالبهما فيه باتخاذ إجراءات ضد الفصائل الفلسطينية في القطاع.
ويتابع أبو نصار: "نستطيع أن نقول: الأمور (التهديدات) ليست فقط انتخابية، ولكن لا يمكن التغاضي عن الجانب الانتخابي".
وعما إذا كان الاحتلال سيشن عدوانًا قريبا على القطاع، يقول: "كما تبدو الصورة الآن، وكلي أمل أن أكون مخطئًا، فإن الحرب بين (إسرائيل) والفصائل الفلسطينية في غزة، هي مسألة وقت، لعدة أسباب رئيسة بغض النظر عن الانتخابات الإسرائيلية".
ويضيف: "إن هناك تزايدًا لقوة اليمين الإسرائيلي، وهذا التزايد يثير المزيد من الحنق والسخط في (إسرائيل) على الفصائل الفلسطينية، لاسيما المسلحة، وبالمقابل نحن نعلم أن غزة تعيش في حالة حصار مستمر، وفي حالة صعبة جدًا، وتعاظم للتحديات الحياتية للمواطن الفلسطيني هناك، مما قد يدفع إلى نوع من الغليان الذي قد يتمثل بتوجيه ضربات"، للاحتلال.
ويردف قائلاً: "إن الغليان في الشارع الفلسطيني عامة وفي غزة خاصة، والخشية لدى سلطات الاحتلال من التطورات والتحضيرات في قطاع غزة، من شأنهما أن يدفعا لاستئناف الحرب بين الأطراف".
لكن "أبو نصار" في الوقت نفسه يعرب عن اعتقاده، بأن سلطات الاحتلال "ليست معنية في هذه المرحلة"، بشن عدوان جديد.
ويفسر: "إن مثل هذه الحرب (في حال شنها الاحتلال على القطاع) ستكون مفضوحة، وستجعل من (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو يبدو وكأنه يستثمر في الحرب من أجل الحصول على الأصوات في الانتخابات المقبلة".
غير أنه يشير إلى أن "الأمور قد تتغير بين ليلة وضحاها، في حال حدثت تطورات ميدانية، مثلا بإطلاق صاروخ على (فلسطين المحتلة سنة 1948م)، أو حدث تسلل، والذي قد تنجم عنه عملية مسلحة".
ويقول: "طالما بقيت الصواريخ (التابعة لفصائل المقاومة) في طور التجريب نحو البحر، وطالما بقيت عمليات التسلل محدودة ببعض الباحثين عن العمل، لا أعتقد أن (إسرائيل) ستصعد على الأقل في هذه المرحلة".
"حدث كبير"
أيضًا المحلل في الشؤون الإسرائيلية عباس ذكور، لا يستبعد "أي حدث كبير قد يفتعله نتنياهو"، بهدف تعزيز فرصه في الانتخابات المقبلة، مشيرًا إلى أن "هناك للمرة الأولى منذ ثلاث دورات انتخابية، منافس حقيقي لنتنياهو ولحزب الليكود".
وفي تصريحات لـ"فلسطين"، يقول ذكور: "لا أستبعد أي حدث قد يفتعله نتنياهو"، مضيفًا أن الأخير يسوّق نفسه على أنه رجل أمن، عدا عن كونه يريد أن يغطي ما يحدث في بيته وما يخص زوجته، ويريد أن يثير قضية أمنية تعطيه التفوق على منافسيه.
ويتابع، بأن العدوان على غزة "ممكن، وشبه مستحيل على لبنان، لمعرفته (نتنياهو) بأن لبنان قضية شائكة وأصعب من قضية غزة".
ويردف قائلاً: "نتنياهو يظن أنه بإمكانه أن يضرب غزة وهو لا يعرف إلى ما ستؤول إليه الأمور، لكن في لبنان هو يعرف إلى أين ستصل"، مستدركًا: "فلا أستبعد عدوانًا على غزة".
ويكمل، بأن رئيس حكومة الاحتلال يعلم أنه في حال شن عدوان على غزة، ستكون هناك ردة فعل، و"لكن ليس بقوة ردود الفعل التي ستخرج من حزب الله، اللبناني".
أضف تعليق
قواعد المشاركة