عن شابة فلسطينية ترمم انكسارات الروح بذهب الإبداع

منذ 7 سنوات   شارك:

ماجد عبد الهادي

صحفي فلسطيني

منذ عرفت الفيسبوك لم استخدمه لنشر أخبار شخصية أو عائلية إلا في ما ندر، وغالبا حين يكون للأمر علاقة ما باهتمام أناس آخرين كثر ممن يقرأونني ويتابعون صفحتي.

اليوم أيضا سأخرج قليلاً عن تلك القاعدة التي وطنت نفسي عليها، لأني، بكل بساطة، أمُرُّ في لحظة سعادة غامرة، وأكبر من أن يتسع لها قلبي الصغير، بعدما قدمت لي ابنتي مجدولين (جينا) انتصاراً باهراً في مسار حياة طالما كانت حافلة بالكثير من الانكسارات.

لست أحاول طبعا وضع موقف إنساني خاص في إطار عام، بقدر ما أود أن أطلق لقلمي العنان كي يزغرد بالكلمات، فرحاً بإنجاز حققته كبرى بناتي، ولم يكن أيضاً في جوهره مقطوع الصلة عن همومنا جميعاً كعرب، أو حتى كبشر.

فهي، أي مجدولين تخرجت اليوم، ولله الحمد، من جامعة فرجينيا كومنولث الأميركية في قطر، وحصلت على بكالوريوس الهندسة المعمارية الداخلية، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وبمعدل اكاديمي يزيد قليلا عن 98% (4.00/3.93) كما حصلت في الوقت نفسه على الجائزة السنوية القيّمة التي يقدمها المكتب العربي للهندسة (إحدى كبريات الشركات الهندسية في الخليج العربي) عن مشروع تخرجها الذي يتلخص في تصميم ملجأ للأطفال الأيتام من مشردي الحرب في سورية، بحيث يراعي احتياجاتهم الإنسانية الخاصة، أو يكون في وسعه مداواة جروح أرواحهم.

وهنا يكمن في الواقع، مبعث آخر لاعتزازي، ذلك أن مشروع التخرج يقوم على فكرة فلسفية تقول أن قدماء اليابانيين كانوا يعيدون إصلاح الأواني المكسورة باستخدام الذهب كمادة لاصقة، ما يحعلها تعود أقوى وأجمل مما كانت عليه في الأصل، وهي فكرة لم أكن قد سمعت بها قبل أن أعرفها من مجدولين، ثم أراها ماثلة أمامي في التصميم الهندسي، بطريقة مدهشة وفائقة العمق، وتحيل مختلف أركان المبنى إلى معالم تربوية يمكنها أن تساعد عملياً على رأب الصدوع في حياة الأطفال الضحايا، وتزرع لديهم الأمل بإمكانية ترميم انكسارات أرواحهم، ليعودوا اجمل وأقوى مما كانوا عليه قبل قتل أهلهم وتشريدهم عن ديارهم.

وبالعودة إلى المعنى الشخصي البحت. أقول أخيرا ان إنجاز مجدولين الذي مازال مجرد رسوم ونماذج فنية تنتظر من يحولها إلى واقع، قد دفعني إلى الإحساس بأنها أعادت بذهب إبداعها توصيل أجزاء مني كانت تكسرت على صخور الدهر، وبأن تفوقها الأكاديمي وانشغالها الإنساني معاً يجعلانني أشعر بأني صرت الآن اجمل وأقوى. 

 

مقالات متعلّقة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.