في "عين الحلوة".. مستشفى متطوّر في مرمى الرصاص وغياب المسؤولية

منذ 7 سنوات   شارك:

في إحدى زوايا المدخل تقبع سيارة إسعافٍ قديمة نالت منها عشرات الرصاصات حيث أردتها بلا حراك... عشرات المرّات بل أكثر تعرّض خلالها مركز جمعية "النداء الإنساني" في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان للاعتداءات أثناء الاشتباكات التي اندلعت في المخيم خلال العام الجاري وخلال الأعوام الماضية.

إشتباكاتٌ كان مسرحها الشارع الفوقاني للمخيم حيث يقبع المركز، مما جعله عرضةً للتهديد والخطر في ظلّ غياب الأمن والمسؤولية في ذاك المخيم الذي تتخبّطه الصراعات دون أيّ حسيب.

وللوقوف عند تاريخ نشأة "النداء" وإمكانياتها وكيفية مواكبتها للاشتباكات بالمخيم، تحاور «شبكة العودة الإخبارية» المديرة الإدارية في الجمعية نهاية قدورة، للحديث عن المركز..

- كيف تأسست جمعية "النداء الإنساني"؟ ومتى؟

تأسست جمعية "النداء الإنساني" عام 1986، أيّ بعد 4 سنوات من الاجتياح الاسرائيلي للبنان، وذلك لحاجة أبناء الشعب الفلسطيني الماسّة لمثل هذه المراكز الطبية، خاصةً وأنّ المخيمات الفلسطينية في لبنان لم يكن فيها آنذاك سوى عيادات وكالة "الأونروا"، أو مستشفيات تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني كمستشفى الهمشري في صيدا، وبالتالي لم تكن قادرة وحدها على سدّ الحاجات الطبية، لا سيما في مخيم عين الحلوة الذي يتعهّد كثافة سكانية عالية.

يومها تداعى بعض الأصدقاء والأطباء الفلسطينيين واللبنانيين تأسيس جمعية النداء الإنساني، أملاً بتقديم خدمة طبية أفضل وأشمل في ظلّ المعاناة التي يشكو منها المجتمع الفلسطيني على هذا الصعيد.. وبعد عام من التأسيس ومباشرة العمل، ساهم أحد أصدقاء الجمعية وهو طبيب لبناني بتأسيس هيئة إدارية للمركز وتمّ الحصول بعدها على علم وخبر للجمعية من الحكومة اللبنانية.

- بعد 30 عاماً على تأسيسها، أين أصبحت "النداء الإنساني"؟

عند التأسيس بدأت "النداء الإنساني" بشكل عيادات فقط دون مستشفى أو طوارئ، ولكن الظروف التي مرّ بها مخيم عين الحلوة لا سيما أثناء معارك شرق صيدا وحرب المخيمات فرضت علينا واقعاً جديداً، واضطررنا للعمل كمركز طوارئ يعمل على مدار الساعات الـ24 يومياً بالإمكانات المتوافرة، وكان المرضى يفترشون الأرض أحياناً لكثرتهم..

وبعد عمل متواصل وجهد دؤوب وبفضل مساهمة الأصدقاء والجمعيات الخيرية من جهات متعددة تمكنّا من توسيع المركز وتطويره بشكل ملحوظ.. استحدثنا قسم المستشفى والعمليات، وأهمّ قسم حاليا هو قسم الطوارئ الذي يعمل 24 ساعة ويستقبل كافة الحالات كونه المستشفى الوحيد داخل المخيم، وقد بات عدد العاملين فيه 50 موظف.

ومن المعلوم أنّ المركز يتعاطى من منطلق إنساني مع جميع الحالات بدون تفرقة أو تمييز، فكنا نستقبل كل حالات المرض أو الإصابة التي لا تتمكّن من مغادرة المخيم لأسباب أمنية أو سياسية..

- هل يعتمد المركز كلياً على الكوادر الطبية الفلسطينية أم أنّه يستعين بأطباء من جنسيات أخرى؟

في الواقع لدينا طاقم طبي فلسطيني كفء يحمل شهادات علمية من جامعات متعددة، وفوق ذلك فإننا نتعاون مع نخبة من الأطباء اللبنانيين المختصين لتغطية كافة الحالات، وقد تأتينا وفود طبية أجنبية لتقديم خدماتها الطبية لأهلنا في المخيم.

- ما هي أهم حاجات المركز في الوقت الراهن؟

نتمنى لو نحصل على الدعم المادي الكافي لتأمين الطاقم الطبي الكامل الذي نحتاجه لتغطية كافة الحالات.. فالشعب الفلسطيني يعاني صعوبة بالغة في موضوع الطبابة إجراء العمليات. ومن الجدير ذكره أننا لا نغطي حاجة السكان المحليين فقط ولكننا نستقبل حالات من مناطق الجوار ومن أبناء المخيمات الأخرى.

كما نحتاج لغرف عمليات أكثر لتلبية الاحتياجات الطبية.. ونحن نسعى لإنشاء غرفة عناية مركّزة متطورة، فقد جاءنا خلال هذا الشهر ثلاث حالات تحتاج إلى عمليات بنفس الوقت، إلاّ أننا لم نستطع سوى إجراء عملية لشخص واحد نتيجة وجود غرفة عمليات واحدة في المركز، الأمر الذي قد يهدّد حياة المرضى.

- كيف تتصرفون في أوقات الإشتباكات؟

نواجه أحيانا تصرفات فردية من قبل بعض التنظيمات، ففي بعض الأحيان يريد المصاب أو مرافقوه أن يفرض على الطبيب نوع وطريقة العلاج، وأحياناً يتدخل بعض المسلحين بطريقة فوضوية خاصةً في ظلّ الاشتباكات..

والمشكلة الأكبر أنّ الاشتباكات منذ ثلاث سنوات تتركّز أمام مدخل المستشفى، لذلك لا نستطيع أن نعمل في ظلّ القنص كما لا تستطيع سيارات الإسعاف بدورها الخروج لإسعاف المرضى.. ثمّ يأتوننا بالجرحى ويقومون برميهم على مدخل المركز دون إعطائنا أيّ معلومات عن الجريح أو إذا كان عسكرياً أم مدنيا، فنضطر لإسعافه دون أيّ مقابل من أحد!

وخلال الاشتباكات الماضية، تعرّضت ستة من سيارات إسعاف المستشفى للقصف بالقنابل، أطلقنا خلالها نداءاً بالتعويض إلاّ أنّه لم يستجب لنا أحد، فاضطررنا لإغلاق المركز لنحو أسبوع.

ودعوتنا اليوم للجميع أن يراعوا حرمة كل المراكز الطبية لأنها في النهاية تسعى لتقديم خدماتها للجميع، كما ندعو الجميع للحفاظ على مكانة الأطباء حتى يتمكّنوا من أداء مهمتهم الإنسانية على أكمل وجه.


 

 

مقالات متعلّقة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.