الأونروا بنكهة فلسطينية (2)
محمد أبو ليلى
باحث فلسطينيكنا قد تحدثنا في المقال السابق عن بعض ما كان يُقال عن وكالة "الأونروا" داخل أزقة المخيمات الفلسطينية، وسنحاول في هذا المقال أن نستكمل ما بدأناه عن الوكالة في سلسلة قصصية بسيطة عشناها وتعايشت معنا..
وإليكم هذا الحديث، الأب يقول لابنه «يا حبيبي ليش بعدك قاعد بلا شغل؟ روح دوّر على شي شغلي اشتغلها. روح على المدينة الصناعية، بتروح على المريخ، بتروح على الأونروا المهم ما بدي أشوفك قاعد! صحيح، الأونروا اليوم كانت حاطا إعلان عن كذا وظيفة.
يرد الإبن: «لا يابا أضل قاعد بالبيت ولا أروح أقدم على وظيفة بالأونروا! ليش؟ يقول الأب.
يرد الإبن: عشان بكرا ينحط بتاريخ حياتي إني كنت أشتغل عندهم وهني عم يحاصرونا؟!».
وفي بيتٍ آخر، تتفاجأ الأم بما تحمله ابنتها من كتيّبٍ "مشبوه" لا ينبغي أن تؤمن بمحتواه ابنتها ولا غيرها من الفلسطينيين، تقول الأم "شو هالكتاب اللي حاملتي يمّا؟ تردّ الفتاة: هاي مجموعة قصص أعطونا يا بمدرستنا اليوم.. تقول الأمّ حبيبتي هالكتاب مصيبة إذا بيفهمو الولاد وبطبقو معناه، يا حبيبتي هذا عم ينشر فكر السلام مع الأعداء، وإنو نتشارك مع اليهود المحتلّين أرضنا، فهمتي يمّا؟؟
ومرةً، يأتي الطفل من المدرسة وصريخه يملأ الحارة، «يابا ليك شو أعطتنا الأونروا. يرد الأب: خير يابا شو أعطوك؟ فيجيب الطّفل وقلبه ينبض بالفرح: أعطونا كيس مليان دفاتر 5 ألوان وأقلام ومحايات.. والله يابا راحت للجامعة معي ما عاد أجيب قرطاسية خلص. ينظر والده إليه ويردّ وقلبه يتألم: والله يابا ومسبوط كمان! هذا هوي مشروع الأونروا، يضلو يضحكو علينا بكيس الطحين وبشويّة قرطاسية لحتى نسكت وننسى القضية.. إنت بعدك صغير حبيبي ومش فاهم حاجا».
يتبع...
أضف تعليق
قواعد المشاركة