كيف استطاعت الاونروا خديعة اللاجئين ومرجعياتهم بأنها تعاني من عجز مالي؟
يوسف خضر
كاتب فلسطينيإنّ المتتبع لسياسات الاونروا واجراءاتها التقليصية في مجال تقليص الخدمات يصل الى استنتاج لا شك فيه بأن القول بالعجز المالي هو مجرد أكذوبة تخفي ورائها الكثير من القرارات الخطيرة وعنوانها الاخير هو الهروب التدريجي من مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين وتطبيعهم وتعويدهم على مواجهة واقعهم المتروك بلا رعاية ولا تعليم ولا استشفاء ولا إغاثة ولا توظيف أو تشغيل.
البعض ما زال مغشوشا بمقولة ان الاونروا أنشئت بقرار من الامم المتحدة ولا يمكن إلغائها إلا بقرار من نفس الجهة.والسؤال المنطقي وإن كانت الامم المتحدة حريصة وجادة على استمرار الاونروا بدورها المنوط بها تجاه اللاجئين الفلسطينيين وحريصة على عدم إلغاء دورها فالسؤال المنطقي الآخر لماذا لا تمول هذه المنظمة الدولية "الاونروا" كما تمول كل المنظمات والبرامج التابعة للأمم المتحدة في كل اصقاع المعمورة؟
إنّ الذي يجري هو إلغاء للأونروا بتفريغها من دورها الاساسي وهو القيام بإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين إلى منظمة دولية أصابها الموت السريري .وهل يرجى من الميت حراكا؟
أمام هذا الواقع المأساوي الذي ينتظر اللاجئين الفلسطينيين من تقليص في التعليم وتدميره بشكل ممنهج ومن تقليص للخدمات الصحية وتحويل العبئ على جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني التي تعاني التهميش الرسمي وعدم الإهتمام بها كمؤسسة وطنية فلسطينية ،فماذا عساها ان تقدم من خدمات طبية في ظل افتقارها للكثير من التجهيزات والمعدات الطبية،والنقص في الكادر الطبي المؤهل.
إن القرار الصادر عن الانروا بتقليص الخدمات الطبية خطير جدا ، والقرارات المتخذة بالخفاء سيجعل اللاجئين يموتون على ابواب المستشفيات او يصبحوا متسولين على ابواب المساجد والجمعيات الخيرية لجمع تكاليف علاج ابنائهم. ففي السنوات الماضية وفي ظل توافر خدمات الاونروا كان اللاجئون يعانون لدفع فرق فاتورة العلاج في مستشفيات لبنانية شعارها وهدفها الربح وليست الخدمات الإنسانية.
أمام هذه الرؤية القاتمة اين المرجعيات الفلسطينية جمعاء مما يجري ولماذا هذا الصمت المطبق . لماذا لا يرفع الصوت ويقال للاونروا كفى.
إنّ هذا الصمت وعدم التحرك او الرفض ودعوة اللاجئين للرفض يثير المخاوف بأن هناك من هو متواطئ بشكل خفي وراء ما يجري؟
أضف تعليق
قواعد المشاركة