كنز فرعوني في غزة

منذ 8 سنوات   شارك:

وسام عفيفة

كاتب وصحفي فلسطيني

من المفارقات الغريبة العجيبة أن يكون مفتاح حل معتبر لأزمات مصر الكبيرة (أم الدنيا) موجود في غزة الصغيرة المنكوبة المحاصرة، وعلى رأي المثل: "يوضع سره في أضعف خلقه".

وحتى لا يبدو الحديث عن المفتاح الغزي من باب الاستعطاف ـوالاستجداء خصوصا أن كل حجج العالم لن تقنع السلطات المصرية بتغيير سياساتها تجاه قطاع غزة، وتنهي الحصار الخانق المفروض على مليونين من سكانه، والتعاطي بالمعايير الثأرية، والتشفي، والعقوبات الجماعية.

سنقترح حلولا غزية للازمات المصرية المتفاقمة على رأسها الانهيار الاقتصادي الذي يهدد بتداعيات أمنية وسياسية...على سبيل المثال: فان حجم التبادل التجاري بين قطاع غزة و(إسرائيل) يصل إلى 3 مليارات دولار سنويا على الأقل، يمكن أن تذهب إلى مصر إذا ما تم تطوير العلاقات التجارية وفتح معبر رفح للتجارة.

كما أن تحويل أموال إعمار قطاع غزة من جانب والمشاريع القطرية من جانب آخر اعتماداً على مواد الخام المصرية-بدل أن تصب في جيب الإسرائيليين-سيضيف مصدر دخل طارئ بعد فشل سياسات النظام المعتمدة على الرز الخليجي في تحقيق تنمية اقتصادية.

ولتدارك ما أمكن من الخسائر في قطاع السياحة بعد هروب السياح الغربيين والروس، فإن فتح بوابة رفح بشكل دائم وتنظيم وفود سياحية فلسطينية من غزة إلى شرم الشيخ سوف يساهم في سد جزء كبير من الثغرة، فأهل غزة عطشى للسفر، ومستعدون لصرف مدخرات الحصار مقابل الحرية.

على الصعيد الأمني وأمام إخفاق الحرب التي يخوضها الجيش المصري ضد سيناء وأهلها تحت عنوان مكافحة الإرهاب، فان خلق فرص للحياة في هذه المنطقة أجدى من الاعتماد على زرع الموت فيها، وإنشاء منطقة تجارية وصناعية مع غزة بعيداً عن الأنفاق والتهريب سوف يعيد الأمل لأهل سيناء الذين تم إجبارهم على اللجوء إلى العنف جراء السياسات الثأرية.

هذه التحولات الاقتصادية والأمنية سوف تنعكس على دور مصر في الشأن الفلسطيني، وتجعله مؤثرا وذا قيمة، بعد أن تحول إلى مدافع عن المصالح الإسرائيلية، أو انحصر في عقد المصالحات الفاشلة بين محمد دحلان ومحمود عباس، وإدارة المناكفات مع حماس.

وإذا كان وزير الآثار المصري يبحث عن حلول للازمات من روح الحضارة الفرعونية القديمة بالترويج لاستكشافات جديدة للأهرامات وأسرارها، فإن الأولى اكتشاف حقيقة الكنز الموجود في غزة.

حينها سيغني الشعب الفلسطيني لمصر: "أنت الشقيقة الكبرى، وأم الدنيا، وبابا وماما وكل حاجة"، وستستثمر مصر غزة بدل أن تحاصرها.


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.