في يوم الفلافل
محمد أبو ليلى
باحث فلسطينييكتب ايلان تسفي بارون Ilan Zvi Baronالموجه الثقافي لمركز دراسات الثقافة اليهودية في جامعة دورهام – بريطانيا مقالاً لصحيفة هآرتس الاسرائيلية تحت عنوان "اصلاً ... هذه الفلافل لمن؟" على أن مأكول الفلافل في "اسرائيل" من المأكولات الوطنية المعتمدة منذ القدم وأن هناك من يدعي من الفلسطينيين والعرب أنها مأكول خاص بهم، واصفاً في الوقت نفسه أن الفلافل هو جزء بارز في ثقافة الطهو الاسرائيلية!!!
ويشير الكاتب نفسه إلى أنه "من التفاهة أن يحرم أي انسان مناقشة واثبات إحدى المأكولات المعروفة بأنها "لإسرائيل" ، معتبراً أن "المأكولات لها معاني ثقافية خاصة وتعكس التفاهمات بين الأطراف المختلفة، وأن سرقة مأكول أي شعب آخر يعد جريمة بحقه.
ويتساءل الكاتب، هل الفلافل مأكول عربي، أم انها مأكول إسرائيلي؟ وسرعان ما يجيب بأنها أكلة "اسرائيلية" بامتياز، وظهرت الفلافل في العام 1988، عندما مثّل الطباخ يوري غوتمان "اسرائيل" وقدّم في وقتها طبقاً صغيراً من الفلافل في احدى المسابقات في الاكاديمية الدولية في المانيا. ويدعي الكاتب أن الفلافل أصبحت ومنذ ذلك الوقت المأكول الوطني "لإسرائيل".
ويدّعي الكاتب تاريخياً ان أكلة الفلافل انتشرت بشكل واسع بمساعدة اليهود في اليمن والذين تعلّموا صناعتها من العرب.
ويريد الكاتب من مقاله الإشارة إلى أن "اسرائيل" دولة متحضرة ومتقدمة وتقبل الآخر وأن طعام الفلافل يعكس هذا التنوع ويجمع بمزيج من الثقافات حول العالم مخصصاً بالذكر الشتات اليهودي مثل الاشكناز في اوروبا.
ويختم الكاتب مقاله بالقول "لو نظرنا إلى المطبخ الاسرائيلي لوجدنا انه فرصة لاكتشاف التنوع الحضاري والثقافي التي تتميز به اسرائيل... هذه الدولة التي تستطيع أن تخلق مستقبلاً أفضل، ولهذا السبب كان "يوم الفلافل" الذي يجب علينا أن نحتفل كلنا به".
في اشارة إلى ما سبق، يحاول الكيان الصهيوني اضفاء الصبغة الإسرائيلية على كل شيء فلسطيني، ولا يقوم بذلك عبثاً وانما لهدفين، الأول خلق صلة ما بين اليهود والأرض وكسب الاعتراف العالمي بهذه الصلة. والثاني اضعاف الصلة بين الشعب الفلسطيني وبين أرضه، بل بترها كلياً وقطعياً.
وليس من العجب في ظل هذه الأهداف الواضحة أن يشارك في احياء "يوم الفلافل" كبار المسؤولين الصهاينة ومنهم المتحدث الرسمي بإسم جيش الاحتلال الصهيوني افيخاي ادرعي الذي دعا الى احياء هذا اليوم.
خلاصة القول، المطلوب اليوم معرفة حجم المؤامرة في استهداف ثقافة وحضارة وتاريخ الشعب فلسطيني بأكمله والبحث عن السبل في الدفاع عن حضارة الشعب الفلسطيني من هذا الاستهداف العبثي، فلا يجوز التركيز على جانب من جوانب التراث الفلسطيني وترك الآخر، حضارة الشعب الفلسطيني وتراثه وتاريخه مستهدفون بقوة.
وهنا يأتي دور المؤسسات المعنية في التعاون لرصد كل محاولات العدو باختراق تراثنا، والتصدي لها وفق خطة واعية وعملية وتطبيقية نافذة.
أضف تعليق
قواعد المشاركة