مفاجآت نتائج الانتخابات البريطانية
زاهر بيراوي
إعلامي فلسطيني ورئيس منتدى التواصل الاوروبي الفلسطينينتائج الانتخابات البريطانية لا شك بأنها حملت العديد من المفاجآت من العيار الثقيل سواء الفوز الكبير للمحافظين او الخسارة الساحقة للعمال والتي تعتبر الأسوأ منذ عام 1987، إلى الانهيار شبه التام لحزب الليراليين الديمقراطيين، إلى مفاجأة المفاجآت التي تمثلت في الانتصار المذهل لحزب الوطني الاسكتلندي -المؤيد للاستقلال عن بريطانيا-والذي فاز ب 56 مقعدا من أصل 59 مقعد مخصصة لاسكتلندا، وبفارق خمسين مقعداً عن الانتخابات الماضية.
واعتقد ان انهيار حزب الديمقراطيين الأحرار سببه الرئيسي هو التحالف مع حزب المحافظين خلال السنوات الخمس الماضية التي تماهى فيها مع برنامج المحافظين ليجد نفسه في نهاية هذه السنوات العجاف بلا رصيد في الشارع البريطاني. بينما استطاع حزب المحافظين ان يستغل تحالفه مع الليبراليين ليبقى في الحكم ويحول دون الانهيار الذي كان مرجحا في ذلك الوقت.
وأما خسارة حزب العمال فلها أسباب عديدة ولكن أهمها هي الحملات الإعلامية في الصحف ومحطات التلفزة البريطانية المنحازة للمحافظين والتي قامت بتجييش الشارع في بريطانيا وتحريض الناخب ضد حزب العمال، وذلك عقابا له ولحزبه على مواقفهم تجاه فلسطين، خاصة مبادرة "الاعتراف بدولة فلسطين" التي لم تكن لتنجح في البرلمان قبل شهور لولا نواب حزب العمل. أضف إلى ذلك تعهد عدد كبير من نواب الحزب بالعمل على الاعتراف رسميا بدولة فلسطين في حال الوصول إلى الحكم في انتخابات 2015 الأمر الذ استفز اللوبي الصهيوني في بريطانيا واستنفر كل قواه للحيلولة دون نجاح العمال.
وهناك أدلة واضحة أن امبراطور الإعلام في بريطانيا المقرب من اللوبي الصهيوني "ميردوخ" الذي يمتلك مجموعة من الصحف من بينها جريدة "الصن" الأوسع انتشاراً في البلاد، قد لعب دورا كبيرا في هذه الحملة.
ومع كل ذلك وبالرغم من فوز المحافظين في الانتخابات فإن أصدقاء فلسطين في معظم الاحزاب قد فازوا في مناطقهم باستثناء النائبين جورج جالاوي (حزب ريسبكت) والنائب الليبرالي "ديفيد وورد" اللذان فقدا مقعديهما لصالح حزب العمال. وكذلك فان عدد النواب من المسلمين زاد إلى 14 نائبا بدلا من 8 في الدورة الماضية، وهذا يصب بشكل تلقائي في صالح القضية الفلسطينية.
أضف تعليق
قواعد المشاركة