اليرموك والنكبة المتجددة

منذ 9 سنوات   شارك:

إياد القرا

كاتب ومحلل سياسي

 يعود رمز اللجوء الفلسطيني مخيم اليرموك لواجهة الأحداث، لكن هذه المرة بجرائم جماعة "داعش" التي تجاوزت كل الحدود باعتدائها على الفلسطينيين اللاجئين الذين رفضوا أن يتركوا مخيمهم والهجرة للخارج، رغم كل المجازر التي ارتكبت ضدهم.

جماعة داعش لا تدرك رمزية وأهمية مخيم اليرموك في ذاكرة اللجوء الفلسطيني ، ولا تعرف ماذا يكون مخيم اليرموك؟، ولا يعرفون أن أهله قد اتسعت صدورهم وبيوتهم في بداية الأزمة السورية لكافة السوريين الذين ما بخلوا يوما عليهم بالدعم والمساندة وتوفير كل ما يستطيعون منذ النكبة الفلسطينية .

الفلسطينيون حافظوا على موقفهم من الأزمة السورية وتضامنوا مع الشعب السوري الذي احتضنهم، وكذلك وفروا الأمان والدعم لملايين العراقيين عام 2003 بعد الاحتلال الأمريكي للعراق وأصبح المخيم مكانا يأوي إليه كل مظلوم، وفتحت أبوابه لهم جميعا ليمثل رمزا لفلسطين في سوريا.

ما تقوم به داعش وبعض الجماعات ضد مخيم اليرموك جرائم ضد الإنسانية، وكان الأَوْلى بهذه الجماعات أن تساعد وتساهم في تحييد مخيم اليرموك أو على الأقل تحييد 15.000 فلسطيني بينهم 3500طفل رفضوا الخروج حفاظا على حقهم في العودة وتمسكا بأن الخروج سيكون لفلسطين.

التقصير الرسمي من الفصائل التي ترتبط بعلاقات مع الجماعات المسلحة أو النظام السوري، يقدم دليلا جديدا على أنها جزء من المأساة بل بعضها مشارك فيها.

الرئاسة في رام الله وقيادة منظمة التحرير تتصرف بانتهازية واضحة ولم تتجرأ على إصدار موقف واضح، خشية على مصالحها وتنتظر ضوءا جديدا حول موقفها من النظام في المتغيرات الإقليمية.

بيان الرئاسة الركيك والمرتجف الذي صدر يعبر عن حال السلطة ومنظمة التحرير تجاه القضايا الوطنية ويناقض موقفها السريع مما يحدث، وهذا البيان يشير إلى أنها أصبحت تعيش رحلة جديدة من الضياع والتبعية و"الذيلية"".

جرائم "داعش" في مخيم اليرموك تدعو لتحرك واسع لحماية اللاجئين مما تقوم به "داعش" مدعومة من بعض الأطراف التي ساهمت في حصار المخيم، والتي تريد اليوم إنهاء الوجود الفلسطيني في سوريا لخدمة أغراض الاحتلال في التخلص من المخيمات الفلسطينية التي ما زالت تحمل رمزية حق العودة.

تعود النكبة من جديد لمخيم اليرموك وهذه المرة بأيدٍ غريبة تتفنن في القتل وارتكاب الجرائم، ضد الشعب الفلسطيني دون أي اعتبار لرمزية اللاجئ الفلسطيني الذي يتحدى الاحتلال يوماً بعد يوم ويقاتل الاحتلال بكل ما أوتي من قوة، والذي خرج من حرب طاحنة قبل أشهر لكنه صامد في أرضه.

انتظر الفلسطينيون كثيراً أن يمتلك العرب السلاح والقوة ليقاتلوا الاحتلال أو يساعدوه في ذلك، لكن اليوم يحدث العكس، حيث يذبح الفلسطيني ويشرد وتنتهك حقوقه، بينما يعيش الاحتلال في رغد وهو بعيد عن هؤلاء.

المصدر: فلسطين أونلاين

مقالات متعلّقة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.