فلسطينييو سورية خارج نطاق التغطية الرسمية

منذ 7 سنوات   شارك:

ابراهيم العلي

باحث بالشأن الفلسطيني

هي هجرة أخرى أرادوها لهم وكتبوا مفرداتها بدماء الصغار والكبار الذين لا حول لهم ولا قوة فيما آلت إليه أحوالهم وسالت بسببه دماؤهم.

لم تتلطخ أيديهم بأي عار، والتزموا الحياد،وقدموا

الخبز والماء والعلاج لإخوة الدم والعقيدة وتمسكوا بالمخيم الذي عرفوه وطناً واتخذوه سكناً ورسموا فيه طريق عودتهم فأزهرت أحلامهم رجالاً رابطوا على ثغور فلسطين التي عرَّفها لهم أباؤهم وأجدادهم فكانت حية في عقولهم وقلوبهم.

مخيم اليرموك – مخيم سبينة –مخيم حندرات– مخيمي درعا ودرعا الطوارئ - مخيم خان الشيح....، مخيمات خلت من سكانها أو كادت بعدما كانت حاضرة تعج بالحياة والأمل فأصبحت خالية على عروشها لا تسمع فيها سوى صفير القذائف وانفجار الصواريخ وأزيز الرصاص وصراخ الأطفال والعجائز ممن رفضوا الخروج وآثروا التمسك بالمخيم والبقاء فيه.

لقد صبروا واحتسبوا وقالوا كلمتهم : لن نغادر المخيم! لن نترك الحي الذي درجنا فيه وتشكل وعينا بين حناياه، ففي كل زاروبة من زواريب المخيم لنا قصة وحكاية، وعند كل مفرق من مفارق شوارعه لنا ذكريات وعلى كل جدرانه وضعنا يوماً ملصقاً لشهيد أو لقضية من قضايا الوطن.

احزموا امتعتكم وغادروا إلى هناك فلا بقاء لكم هنا ، وإلا فالموت والدمار مصيركم ومنتهاكم، فليس القول بالهزل، لقد علمتم طيلة الستين يوماً الماضية قصفنا ورمينا، اصعدوا إلى تلك الحافلات واصطحبوا حقائبكم الفردية.
لقد أعاد المشهد الجديد إلى الذاكرة اليوم الأول الذي جاء به الأجداد إلى هذه المخيمات، عندما حملوا " البؤجة " وغادروا فلسطين كرهاً وقسراً، فهاهم اليوم يعاودون الكرة ويخرجون كاليوم الأول " بالبؤجة " إلى أماكن جديدة، كل الحقائق على الأرض تشير إلى أنها لن تكون الأخيرة.

فمن مخيمات قامت على مسافات غير بعيدة من فلسطين إلى مخيمات جديدة نصبت فيها الخيام الأشبه بالخيمة الأولى على بعد مئات الكيلو مترات شمال سورية في مدينة إدلب البعيدة عن حدود الوطن حيث توئد الأحلام وتنطفئ أنوار الأمل بالعودة إلى الديار التي مازالت مفاتيحها وأوراق الطابو بحوزة من تبقى من جيل الهجرة الأولى عام 1948 الذين مازالوا بين ظهرانيهم ليكونوا شهداء على نكبات وتاريخ أسود امتد لقرابة الـ 70 عاماً.

ولكن ثمة أسئلة طرحها ذلك الجمع من اللاجئين الفلسطينين الجدد، تتعلق بالهوية والمرجعية، فأين اختفت الأصوات وتوارت الصور ؟ وهل المقام يقبل الصمت عما يجري لشعب الجبارين من انتهاكات في مخيمات ســـورية الذي أفنى حياته في صفوف الثورة الفلسطينية وقدم خيرة أبنائه دفاعاً عن ثوابته؟ وهل أضحت المخيمات عبئاً ثقيلاً تعجز عن حمايته المؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية ؟ وهل اختلف الجمع بينهم واتفقوا علينا لإشغالنا وإبعادنا واقتلاعنا من محيطنا ؟ وأين موقعنا في أجندات صانع القرار الفلسطيني أم سقطنا من جدول الأعمال الذي يغص ربما بما هو أهم وأكثر أولوية؟

غابت الاجابات والردود ، فربما لم تصل الرسائل لأصحابها بعد، أو تطايرت مع رياح اللجوء والاغتراب وظل صندوق البريد فارغ ومآساة فلسطينيي سورية مستمرة خارج نطاق التغطية الرسمية. 

مقالات متعلّقة

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.