«فلسطين» خارج قاموس جمهوريي أميركا
«القدس عاصمة أبدية لإسرائيل»، أمَّا حل الدولتين فيبدو أنه سيسقط من أدبيات الحزب «الجمهوري» الأميركي وفقًا لتقرير عن مشروع مسرّب للحزب، يبدو ان أجندته لن تتضمن في العام 2016 أي ذكر مباشر لكلمة فلسطين او الفلسطينيين، عند مناقشة التسوية في الشرق الأوسط.
وقد تبنى المشروع الجمهوري، وفق ما تسرّب منه حتى الآن، لغة أقل ما يقال فيها إنها إمعان لم يسبق له مثيل في الانحياز لصالح الاحتلال على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، وحصل على ترحيب فوري من المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
وذكرت شبكة «سي أن أن» الأميركية، على موقعها الالكتروني، أن لغة الجمهوريين تجاه الصراع العربي الاسرائيلي تشهد تحولاً دراماتيكياً، إذ وافقت اللجنة الفرعية للأمن القومي، في سياق الإعداد لعقد المؤتمر الوطني العام للحزب، على تعديل المبادئ التي تم تبنّيها قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية في العام 2012، مسقطة بذلك دعم حل الدولتين، وداعية لاعتبار القدس «عاصمة أبدية (لإسرائيل) غير قابلة للتقسيم»، كما طالبت في مشروعها المقترح بنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس.
وأوضحت الشبكة أن اللجنة ترفض أي املاءات من خارج دول الشرق الأوسط لترسيم حدود مناطق الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين، مشيرة إلى أن التعديل المقترح يذكر أن الولايات المتحدة «تسعى للمساعدة في إحلال السلام الشامل والدائم في منطقة الشرق الأوسط عبر مفاوضات بين أولئك الذين يعيشون في المنطقة»، وهو يعارض اتخاذ أي إجراء يهدف إلى فرض اتفاق او فرض ترسيم للحدود بين الدول، داعياً إلى «إنهاء التمويل الأميركي لأي جهة تحاول القيام بذلك».
ولفتت «سي أن أن» إلى أن التعديل الجمهوري تبنّى لغة جديدة كلياً في دفاعه عن إسرائيل، حيث تضيف اللجنة في مشروعها: «نرفض الفكرة الخاطئة باعتبار إسرائيل دولة محتلة، الحركات التي تدعو إلى مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها هي (حركات) معادية للسامية في طبيعتها، وتسعى إلى تدمير إسرائيل».
على أن لجنة قواعد المؤتمر ستتبنى مجتمعة، الثلاثاء، مقترحات اللجنة الفرعية المنتدبة أو قد تقوم بإدخال مزيد من التعديلات على المشروع.
من جهة ثانية، انتقد الكونغرس الأميركي وزارة الخارجية الأميركية لأنها لم تتحرك في قضية استخدام منظمة «وان فويس» الدولية الناشطة في دعم عملية السلام في الشرق الأوسط، مبلغ 300 ألف دولار من أموالها للترويج لعدم انتخاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الانتخابات الاسرائيلية الأخيرة.
وجاء في تقرير للكونغرس، أمس الأول، أن وزارة الخارجية التي موَّلت المنظمة «للدعوة إلى انتخاب ممثلين إسرائيليين يدعمون حل الدولتين لم تكن متورطة في الموضوع، ولكنها تجاهلت إشارات التحذير»، موضحاً أن المنظمة المعنية دعمت مالياً مجموعة تدعى «فيكتوري 15» التي بدأت حملة قبل أسابيع من بدء الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية، لتشجيع الإسرائيليين على «انتخاب أي أحد بخلاف بيبي (نتنياهو)».
المصدر: جريدة السفير