بين الرسوب والنجاح طلقة.. وما أدراك ما الطلقة!
ياسمين محمد
خاص شبكة العودة
بدأت نتائج الشهادة الرسمية المتوسط (البروفيه) بالصدور أمس تباعًا، وأخذت الأصوات أيضا تعلو تباعًا.. لكنّ تلك الأصوات بدأت منذ اللحظة الأولى تنقسم..
فهناك راسبٌ تختلف نبرة صوته لدى معرفة نتيجته فتعلو أصوات اللّعنات والشتائم وتبدأ سلسلة من اللوم على المدرسة والمعلم والزمن والواقع والظروف ووو... وهناك ناجحٌ اتّخذ من الرّصاص وسيلةً ليعبّر فيه عن فرحته بالنجاح.
وفجأةً انقسم أهالي المخيم إلى قسمين وفي اتجاهين، وأخذ الرّاسبون يطلقون رصاص الغضب والاحتقان في الهواء، كذلك أخذ الناجحون يطلقون رصاص الابتهاج، ليتحوّل المشهد فجأةً إلى مطر عبارة عن رصاصٍ غزير، أمطر على قلوبنا قلقًا من الهلع، وقضّ مضاجع النائمين والمرضى، ودبّت حالة من الهستيريا الشديدة عند الأطفال..
الجميع يطلقون النار وجميعهم يجيدون استخدام السّلاح، ويجيدون تصويب البندقية إلى الهواء باختصار هم (professional)وما ادراك ما هي!!
إنها الطلقة ذات الحدين، وفي كلا الأمرين في الأفراح والأتراح لا فائدة منها.. عزيزي مطلق الرصاص، في كلا الحالتين رصاصتك تلك قد تقتل رضيعًا أو عجوزًا او أمًا أو معيلاً لعائلة لا تمتلك قوت يومها!
بعد أيامٍ قليلة ستصدر نتائج مراحل أخرى، فهلاّ تزوّدونا ببعض المعلومات "ما نوع رصاصاتكم هذة المرة، أم ستتجاوزون مستوى الرصاص إلى مستوى أكبر؟!"
هل ستمطروننا بوابلٍ من القذائف ليحتفل المخيم بعرس جماهيريّ فلسطينيّ من الطراز الأول سببه النجاح أو الفشل، أم سيستغل ضعفاء النفوس الزخّات لهدف آخر لا يخدم إلاّ الفتنة!