بين مخيمات الشتات وغزة: تباعدت المسافات و"قوارب الموت" واحدة!

منذ 9 سنوات   شارك:

هبة الجنداوي

صحافية وناشطة فلسطينية

معاناةٌ، موتٌ، فقر، لجوء، إبعاد، قهر.. جميعها كلماتٌ كُتبَت باللون القاتم في قاموس الشعب الفلسطيني منذ النكبة وحتى الآن. شعبٌ ذاق من المرّ علقمه، ومن الأيام أقساها، ليتحوّل الحاضر إلى ماضٍ عنوانه النكبة، والمستقبل يراه حاضراً لا يتغيّر بتفاصيله القاسية التي وُلدت معه ولم تفارقه! لكن الأيام استطاعت أن تضيف إلى ذلك القاموس كلمات ومفردات جديدة مستوحاةً من واقعه الإنساني الغارق في محيطات البؤس والمعاناة.


واقع يتشارك الألم
واقع مأساوي أغرق الفلسطينيّ ليس فقط في خضم البؤس والمعاناة، بل كان أيضاً سبباً في أن ابتلعتهم البحار في أعماقها. فمأساة غرق مئات المهاجرين الفلسطينيين في قوارب الموت تتكرّر باستمرار من غزة إلى مخيمات اللاجئين في لبنان وسورية.
فبعد أن غرق لاجِئيْن فلسطينيّين في قاربٍ كان يحمل عدداً من اللاجئين الأسبوع الماضي قرب السواحل الإيطالية، ها هي المأساة ذاتها تتكرّر اليوم لتودي بحياة 15 غزياً بينهم أطفال، كانوا على متن قارب انطلق من الشواطئ الليبية نحو أوروبا، وكان على متن القارب 65 فلسطينياً من غزة. حوادثٌ تتشابه في طريقة الموت من خلال قارب حمل اسم هذا الأخير، وتتشابه في الدوافع التي حملت ذلك الفلسطينيّ على خلع رداء الخوف، والخوض في مغامرة مرعبة مميتة..
ففقدان الحياة في مخيمات اللجوء، والفاقة إلى الحياة الكريمة، البطالة، حصار غزة الخانق، ثلاث حروب، تشرّد مئات العائلات، الدمار، إغلاق المعابر، الحاجة إلى الاستقرار... كل ذلك كان كفيلاً بأن يدفع الفلسطينيّ إلى اتخاذ قرارٍ مصيريّ في أن يتحدّى نفسه والبحار، ويجوبها عبر قارب صغيرٍ يتمايل من حجم راكبيه وهمومهم، ليصل به إلى شطّ الحياة حيث الإستقرار والأمان!


أرقام تتحدث عن نفسها
على الرغم من غرق العديد من القوارب على تلك الشواطئ نفسها، إلّا أنّ هذه الطريقة في الهجرة ما زالت هي الحل عند الكثير من الفلسطينيين، كما أنّ الوضع الإنساني والأمني المتفاقم لم يستطِع إلاّ أن يُغذّي فكرة البحث عن حياة أفضل.. فقد ارتفعت معدّلات البطالة في غزة إلى نحو 65% لتقع آلاف العائلات الفلسطينية فريسةً للفقر والعوز.
كذلك الأمر بالنسبة لواقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. حيث بلغت نسبة البطالة بين الشباب نحو 56%، كما أنّ 66.7% يعانون من الفقر و7.9% يعانون من الفقر المدقع. وما يزيد من مرارة الوضع هو عدم الإستقرار الأمني في المخيّمات، والإكتظاظ السكّاني الكبير بسبب النزوح السوري إلى المخيمات.


سيظل أولئك الشباب، الذين تآمرت عليهم المعاناة وأمواج البحر العاتية، شاهداً على سوء الأحوال التي يعيشها الفلسطينيّ في كلّ مكان. كذلك ستبقى عائلة الخضير التي غرق 7 من أفرادها شاهداً آخر على "البؤس والحصار وعدم الاستقرار".

 

 

 

 

 

مقالات متعلّقة

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.