محطات من حياة فلسطينيي سورية

منذ 9 سنوات   شارك:

ابراهيم العلي

باحث بالشأن الفلسطيني

عامان ومخيم اليرموك يفتقد أهله، والديار تنادي أصحابها والحنين يخرق العظام والنكبات تتعاظم.

عامان والأسرة الفلسطينية السورية في ضياع مستمرغير مبشر بالتئام أو لقاء قريب.

لم تعد كما كانت البيوت في مخيم اليرموك، ولم تعد الأسرة الفلسطينية قادرة على جمع أبنائها وبناتها، وكيف ذلك وقد أضحت مشتتة مبعثرة كأنها كومة قمح نثرت على غير وجهة.

الأبناء توزعوا منهم لجأ إلى بلاد الغرب فأصبح واحد في تركيا، وآخر في هولاندا وأخرى في السويد، وجزء آخر نزح لأكثر من مرة داخل الأحياء والمناطق السورية التي تقطعت أوصالها، لقد دخل اللاجئ الفلسطيني في رحلة تيه جديدة، وصار الحزن سمته وعنوانه.

* * *

سألتها لماذا تبكين؟

ومالذي يجعلك بهذا الحال كأن مسا ً من الجنون أصابك؟

فأجابتني بصوت منكسر: أبكي أبنائي الذين خرجت منهم في هذه الحياة!!!!

هل استشهدوا؟

هل هاجروا؟

لقد أثرت فضولي يا امرأة أين أبنائك؟

ذرفت عيناها الدموع إلا أنها عادت لتتماسك وقالت: الشهيد نحتسبه عند الله، والمهاجر نعيش معه على أمل اللقاء.

أما أبنائي فواحد محاصر في اليرموك رافضا ً الخروج وأقسم على البقاء هناك حتى يقضي الله أمرا ً كان مفعولاً.

أما الآخر ابن الخامسة عشر عاما ً فمعتقل لا أعلم عنه شيئا ً، لقد أخذوه من فراشه، ببيجامة النوم من حضني، لقد اقتلعوه مني اقتلاعا ً، وذهبوا به ولم يعد بعد.

* * *

أما الأخرى فقد لملمت نفسها وهي تعتصر ألما ً وحزنا ً وقد ارتسمت على قسماتها كل صفات الحزن والبؤس وقالت بصوت مرتجف:

طلبوا منه المغادرة واعتذروا منه بعدما استقبلوه لأشهر " لم نعد نستطيع استقبالك دبر حالك "!!!.

إنه ينام في شوارع الشام، إني أخاف عليه أن يموت، فهو مريض قلب وسكر شبابي.

من هو ولماذا هو هناك ولماذا أنت هنا يا أختاه؟

إنه ولدي لقد عاد إلى سورية للحصول على وثيقة سفر وتركني هنا مع أخته المعاقة وإخوته الصغار، لقد كان ظلي منذ أن افترقت عن أبيه، لجأنا معا ً إلى لبنان منذ سنتين مع من لجأ من مخيم اليرموك على أمل الرجوع بعد حين، إلا أن مشيئة الله قضت أن تطول محنتنا حتى الآن.

لم أتمكن من لم شمل ولدي منذ أكثر من ستة أشهر، ولم أترك بابا ً إلا طرقته عساي أجد إلى ذلك سبيلا ولكنني فشلت.

* * *

تكلمت أختها إليها وسألتها ماذا تفعلين؟

فأجابت بصدق: أجلس أمام المدفأة أشاهد التلفاز مع أبنائي، لكنها لم تكن تعلم كم كان جوابها مؤلماً لشقيقتها عندما بادرتها بالقول " نيالكم عندكم صوبيا " وتشعرون بالدفء!!

قالت: ألا يوجد لديكم مدفأة؟ قالت بلى ولكن لا يوجد لدينا وقود أو مال لجلب المحروقات فنحن نوهم أنفسنا بالجلوس الى المدفأة المطفأة لنشعر بالدفء ولو كذبا ً.

هذه صور بسيطة وغيض من فيض مما يجري للفلسطيني السوري فهل من مغيث أو مجيب؟

مقالات متعلّقة

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.