فنانو غزة يجسدون واقع الوطن بالرسم الغرافيتي
زينات عيّاد- غزة
شبكة العودة الإخبارية
الأحداث المتكررة التي تشهدها الساحة الفلسطينية من صراع مع الاحتلال الاسرائيلي يجعلها ارض خصبة ليعبر كل فرد من المجتمع عن قضيته بأسلوبه الخاص، ويظهر جرائم الاحتلال ضد ابناء شعبه وما يعانوه من ظلم واضطهاد، ليصل برسالته الى العالم "أنّ من حقهم العيش بأمان وسلام".
فمشاهد حرب الـ 51 يوماً على القطاع لم تغب عن أذهان الفلسطينيين، فما كان من فناني غزة إلاّ أن خرجوا ليجسدوا ما خلّفه الاحتلال من خلال (فن الشوارع)، رسوماتٍ غرافتية معبرة على جدران المنازل المدمرة، وصخور ميناء غزة.
تقول الفنانة التشكيلية هند مرشود «الأوضاع الصعبة التي نعيشها في قطاع غزة دفعتني للمشاركة في العديد من مبادرات الرسم على الجدران مع مجموعة من الفنانين والفنانات، قمنا بتلوين حجارة ميناء غزة، والرسم على مرافئ الصيادين، بالإضافة الى الرسم على كرفانات خزاعة بألوان زاهية وجميلة لتساهم في تحسين نفسية المواطنينن.
وتضيف مرشود «مشهد الطفل علي دوابشة الذي أحرقه المستوطنون هو وعائلته في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة ترك في نفسي أثراً كبيراً مما جعلني أشارك في رسم جدارية تجسد جريمة حرق الطفل وللتأكيد على الوحدة الوطنية وأنّ غزة والضفة جسد واحد». متمنيةً أن تشارك بمعارض خارج فلسطين ترفع بها اسم بلدها وتوصل قضيتها الى العالم أجمع من خلال رسمها.
أما الفنّان التشكيلي أسامة سبيته فقد شغلته قضية الأسير محمد علان الذي يقبع في مستشفى بريزلدي الاسرائيلي بعد تدهور وضعه الصحي جراء إضرابه عن الطعام احتجاجاً على اعتقاله، فقام برسم جدارية "جائعون الحرية" والتي من خلالها جسد الفنان سبيته معاناة الاسير ليظهر ما يتعرض له الاسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال من انتهاكات وظلم.
يكاد لا يخلو حائط في قطاع غزة، من رسومات أو كلمات أو عبارات، تحكي قصصاً مختلفة لأصحابها وأخرى تظهر أنّ غزة عصية على الانكسار، وأنّ المقاومة حيّة لا تموت.
من جهته يقول حسام فرحات منسق فعالية رسم جداريات تحت عنوان "خلصونا" "أنّ الفعالية جاءت بالتنسيق مع المجلس الفلسطيني الدولي للشباب، وبالتعاون مع الحملة العالمية للعودة الى فلسطين، لرسم جداريات وطنية تحمل رسالة لأطراف الانقسام ذلك أنّ المعاناة أنهكت الشعب الفلسطيني، والاحتلال هو المستفيد الوحيد من ذلك.
ويشير فرحات أنّه خلال الفعالية قام مجموعة من الفنانين والفنانات برسم جداريات على غرف الصيادين التي دمرت خلال العدوان الأخير على القطاع، تجسد حالة الاسير محمد علان، وحرق الطفل علي دوابشة، بالإضافة الى انقطاع الكهرباء المستمر على غزة، والمصالحة الفلسطينية.
ويرى فرحات ان الجدرايات تحمل بطياتها رسائل الى العالم أجمع "أننا شعب نحب الحياة، وما زلنا متمسكين بوطننا، ومن حقنا العيش بكرامة وأمان وسلام".