"ليان محمد" أصغر ناشطة فلسطينية في بريطانيا.. وصوت فلسطين بالإنكليزية
تقرير: هبة الجنداوي
شبكة العودة الإخبارية
في كلّ يومٍ، وفي كلّ مكانٍ بمختلف أصقاع الأرض، تخرج نماذج لشبابٍ فلسطينيين يذخر بهم الوطن، ويعلو معهم صوت الحق قوياً جباراً لا يملك لأحدٍ أن يُسكِته لأنّه يستمدّ قوّته من الإيمان بالقضية والوطن.
فمن العاصمة البريطانية لندن، انطلقت الشابة ليان محمد علي (17 عاماً) تحمل في قلبها وفي كلماتها صوتاً يتكلّم بالإنكليزية باسم فلسطين وأطفالها ونسائها، وباسم العودة واللاجئين.. انطلاقة ليان كانت مع تلك اللحظة التي أخذت فيها أصواتاً متشددةً تُطالب بمنعها من التأهّل للمرحلة الثانية في مسابقة "Jack Petchey’s Speak Out Challenge"، التي تُنظّمها مؤسسة Speakers Trust""، وتُعدّ أكبر حدث خطابة لليافعين في العالم، رغم فوزها بالمركز الأوّل وذلك بسبب قصيدتها بعنوان "عصافير وليس قنابل"..
ليستجيب المنظّمون للمسابقة لدعوات هؤلاء، فقاموا بحذف الفيديو الخاص بليان من موقع المسابقة الرسمي ومن قناة اليوتيوب الخاصة بالجهة المنظّمة، بل وبعدم اختيارها ضمن الفائزين الخمسة عشر الذين سينتقلون إلى التصفيات النهائية الإقليمية المؤهِّلة للنهائيات الكبرى والمرحلة الدولية من المسابقة.
يومها وجدت ليان نفسها أمام تحدٍ كبير ومسؤولية أكبر لتواجه تكميم الأفواه.. فكانت تغريدتها على موقع تويتر «لماذا يُطلقونَ عليها اسمَ مسابقة الخَطابَة إذا كانوا يريدونني أن أصمت؟!» بداية مسيرتها لأجل فلسطين..
تقول ليان لشبكة العودة الإخبارية «بعد المسابقة حاول الكثيرون إسكاتي، وفي المقابل أخذ الكثيرون يوجّهون لي الأسئلة حول تلك الجرأة التي مكّنتني من الوقوف مجدداً وعدم السكوت.. ومنذ ذلك اليوم تلقيتُ دعواتٍ عدة من مؤسساتٍ تُعنى بحقوق الإنسان، وبعض الجامعات البريطانية لإلقاء كلمات عن فلسطين».
واجبي الوطني يستدعيني دراسة "الحقوق"..
ليان التي وُلِدَت لأبٍ وأُمّ فلسطينيين وعائلة لجأت الى مخيم البرج الشمالي في لبنان، باتت اليوم أصغر ناشطة فلسطينية في بريطانيا تُلقي الخطابات في المظاهرات بلندن وفي البرلمان البريطاني وكان آخرها خلال حفلٍ لـمجموعة "labour friends for Palestine" . كذلك تحدّثت ليان عن تجربتها في الخطابة لأجل فلسطين بدعوةٍ من العديد من الجامعات في المملكة المتحدة.
وتضيف ليان لشبكتنا «واليوم ومع تجربتي الجديدة في المخيم الصيفي "نتعلم بمرح لأجل فلسطين" الذي يستهدف طلاباً من جنسياتٍ مختلفة في لبنان، ومع زيارتي للمخيمات الفلسطينية في الأراضي اللبنانية، ازددتُ يقيناً بضرورة أن أختار الحقوق تخصصاً جامعياً لي مع تخرجي من المدرسة العام القادم، لأكون صوت فلسطين في المحاكم الدولية».
فليان بكلّ ما تمتلكه من قوة برهنت أنه ليس من الضروري أن يعيش الإنسان في أرضه حتى يدافع عن شعبه لينال حريته، بل يمكنه أن يحشُد جمهوراً غفيراً من المؤيّدين لقضيته أينما كان..