"نتعلم بمرح لفلسطين" مخيمٌ تعليمي يجسّد الإخاء لأجل فلسطين
هبة الجنداوي- بيروت
شبكة العودة الإخبارية
على أرض البقاع الغربي اللبناني تجسّد "الترابط والإخاء لأجل فلسطين" شعاراً في مخيم اللغة الإنكليزية الصيفي التعليمي الثاني "نتعلم بمرح لفلسطين"، الذي انطلق بمشاركة شبابٍ من أوروبا من جنسياتٍ فلسطينية وباكستانية وتونسية، اجتمعوا ليقدّموا دروساً في اللغة الإنكليزية لنحو 160 من الطلاب الفلسطينيين في لبنان، ليكونوا قادرين على الارتقاء بشعبهم الذي يقاوم بالعلم كسلاحٍ ثمين..
ذلك الإقبال والشغف من قبل الأطفال على تعلّم اللغة والمشاركة خلال الدرس والتطوّع لإعادة شرح بعض الأفكار، لم تكن المدرّسات القادمات من أوروبا تتوقعانه. حيث تقول رقية المير، الشابة البريطانية من أصولٍ باكستانية، لشبكة العودة الإخبارية «رأيتُ التحدي في عيون الطلاب ورغبتهم في تغيير الواقع والظروف القاسية التي تنغّص حياتهم كونهم لاجئين يحملون الوثيقة».
رقية تلك الشابة التي لم تزُر مخيماً للاجئين من قبل عرفت حقيقة ذلك التحدي بعد زيارتها مع وفد المخيم إلى مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، حيث تكوّن المشهد كاملاً أمام عينيها هناك بعد ما رأته من عذاباتٍ تلفّ ذلك المخيم».
وتضيف رقية «لقد عرفتُ الآن ذلك السرّ الذي يدفع بالطلاب الفلسطينيين للإبداع ومحاولة التميّز والوصول إلى أعلى المراتب.. فالألم محفّزٌ للإبداع والثورة نحو الأفضل».
ولأنّ حجم التجهيل الإعلامي خاصةً في الإعلام الأجنبي حول مخيمات اللاجئين الفلسطينيين كبير، فقد تعهّدت رقية وغيرها من المعلمات القادمات من بريطانيا أن ينقلن مشاهد المخيمات وما يواجهه اللاجئون داخلها إلى المجتمع البريطاني من خلال الحملات والمؤسسات والجمعيات الشبابية والحقوقية الداعمة لفلسطين في بريطانيا..
وفي الوقت الذي تنوّعت فيه مواضيع المخيم بطرقٍ سهلةٍ وإبداعية وفقراتٍ متنوعة من الحساب السريع، والتعرف على الروبوتات وفن إعادة التدوير وأخرى ترفيهية، فقد حرص القائمون على المخيم في التجمع الدولي للمعلمين الفلسطينيين وتجمّع معلمي فلسطينيي سورية وتجمع المعلمين الفلسطينيين في أوروبا ورابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان، على أن تكون فلسطين حاضرةً في أنشطة المخيم.
فما تعرّضت له مدينة القدس مؤخراً من اعتداءاتٍ طالت المسجد الأقصى بوضع بواباتٍ إلكترونية على أبوابه، والتي أثارت ثورةً شعبيةً على هذه الإجراءات، لم يكن الطلاب بمنأىً عن تلك الثورة، بل عبّروا عن تضامنهم ووقوفهم إلى جانب المدينة من خلال الفقرات والأنشطة والكتابات.
وتشير الشابة البريطانية من أصولٍ باكستانية عائشة رباني، إلى أنّها حرصت على أن تشجّع طلابها على الكتابة عن القدس باللغة الإنكليزية كون القضية تهمّ المسلمين والأحرار حول العالم. حيث أبدع الطلاب في كتابة القصص والقصائد والمواضيع التي تتناول القدس والأقصى والمقدسيين بأسلوبٍ عفويّ ووطنيّ.
هذه التجربة هي تأسيسٌ لمخيماتٍ أخرى ثقافية وعلمية قادمة لتهيئة الأطفال ليكونوا ذوو شأنٍ في المستقبل، ولتكون تأكيداً على أنّ الفلسطينيين لا يزالون يتمسّكون بالقضية خاصةً أنّ من يقاوم الاحتلال اليوم هو الجيل الثالث والرابع.. تقول رئيس التجمع الدولي للمعلمين الفلسطينيين، يسرى عقيل.
فذلك الإقبال الذي تملّك الأطفال لتعلّم اللغة الإنكليزية لم يكن نابعًا من فراغ، بل هو نتيجة معاناةٍ سنواتٍ مع المناهج التعليمية اللبنانية التي تعتمد الإنكليزية لغةً أساسية، وما يشكّله ذلك من تدنّي في مستوياتهم الدراسية..