"ملك مطر" تفوق أكاديمي على مستوى فلسطين وإبداعٌ بالرسم والنضال
تقرير خاص شبكة العودة الإخبارية
هنا عند منحدرات التّاريخ، أمام فوهة المواجهة، قرب مستقبلٍ مقطوع الظّل، تفعل ما يفعله المقاتل الذي حمل سلاحه ووضع روحه على كفّه، تدافع عن قضيّتها وتقوم بواجبها ولكن بطريقتها الخاصة التي تناسب أنوثتها وطفولتها المسلوبة.
عزلةٌ تامّة اعتزلتها ملك مطر (17 عاماً) عن الأهل في غرفتها الصّغيرة، تجلس فيها وهي تحتضن بين يديها جهازها المحمول تنشر تغريدةً هنا، وتدافع ببراءتها وبساطة علمها عن أعدل قضية في مواجهة أكبر كذبة عرفها التاريخ، كذبة الدولة اليهودية على أرض فلسطين.
فما كان منها إلا أن قامت بإنشاء صفحة باللغة الانجليزية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" باسم "history of palestine" لتؤرّخ من خلالها تاريخ القضية الفلسطينية، ولدحض أكاذيب الاحتلال بالدلائل والبراهين معتمدةً على كتبٍ مهمّة لبعض المؤرّخين كإلياس صقر وطارق سويدان وغيرهم من المؤرخين الكبار.
إلاّ أنّ ذلك كلّه لم يشغلها عن التفوق والدراسة، ففي الوقت الذي كانت فيه ملك تتوقع أن تحصد معدلاً عالياً في الثانوية العامة، لم تكن تتوقع أن تحصل على المرتبة الأولى على قطاع غزة والثانية على فلسطين في الفرع الأدبي، بمعدل 99.3%.
وتؤكد مطر لشبكة العودة الإخبارية أنّها جمعت بين الموهبة والتفوق، حيث تضيف "موهبتي لم تكن عائقاً في سبيل تميزي في دراستي، حيث شاركتُ في العديد من المعارض داخل فلسطين وخارجها، وتواصلتُ مع العديد من محبي الفن التشكيلي الأجانب عبر الفيديو كونفرانس خلال السنة الدراسية واستطعتُ أن أحقّق التوازن بين دراستى وموهبتي".
وحول نظام دراستها تقول ملاك "أدرس نحو 6 ساعات يومياً خلال ساعات النهار، واركز على نقاط ضعفى وعملت على تقويتها.
هي ملك مطر، فتاةٌ تصرّ على صنع الأمل من قلب الرّكام، أملٌ يتمثل بأذانٍ يصدح بحيَّ على الحياة، حيّ على الصمود، حيّ على العمل والتفوق والنجاح.. قائلةً لنفسها نحن بإمكاننا أن نصنع تاريخنا بأيدينا رغم كل شيء..