إيمان خشان.. فنانة فلسطينية تصنع الجمال من المهملات
تقرير خاص شبكة العودة الإخبارية
"إيمان خشان" شابة فلسطينية استطاعت أن توظّف موهبتها في الفن التشكيلي في إعادة تدوير وتصنيع المخلفات الضارة بالبيئة لتحيلها إلى لوحات فنية جميلة أو أدوات ذات استخدامات منزلية.
إذ تشعر الفنانة الشابة بالاستمتاع أثناء عملها كفنانة تعيد تصنيع الأشياء بشكل جمالي يعشقه كل من ينظر إليه، وتحول المهمل منها لشيء وظيفي وجمالي، متحدية الطبيعة كي تخلق الإبداع وتقدم شيئًا لمجتمعها، كما أن بيئة مخيمها أجبرتها على محاولة التحدي والتغيير، ويشكل الفن بالنسبة لها وازعًا داخليًا عما يجول بخاطرها من أحاسيس، كما توضح خشان.
وقد دفع الفضول الكثير من جيرانها في مخيم شعفاط شرقي القدس إلى التواصل معها وإرسال بعض المخلفات البلاستيكية والورقية وانتظار شكل اللوحة التي تنتج منها.
إيمان تحلّت بالإصرار الذي مكنها من دراسة تخصص لم يكن المجتمع يقبله بسهولة، فتخرجت من قسم الفنون التشكيلية (التصوير- رسم زيتي) من جامعة النجاح الوطنية عام 2000، وبدأت مسيرتها الفنية بالمشاركة بمعارض فنية لأهداف مختلفة فكانت أولى معارضها السبعة في إيطاليا في الفترة 2001- 2004.
هي ليست المرة الأولى التي يلد المخيم فيها موهبة فذة، وإحساسًا صادقًا، وعقلية متفتحة، وهمة عالية، تحلق حرة بلا قيد، تعلو على جدار الفصل العنصري، وتعبر الحاجز، وتتجاوز المستعمرات المحيطة، وتُبحر في ظروف المعيشة الخاصة دون أن توقفها قلة الإمكانات، تشق طريقها بعزم، وترسم لنفسها خطًا فريدًا بين بنات جنسها؛ بالتزامها وعملها الدؤوب وتفانيها وطموحها وحُسن معشرها.
المخيم الحاضنة التي واكبت نشأة إيمان، على بُعد عشرات الأمتار عن القدس المحتلة، وغذّى فيها الوفاء للرمزية الفلسطينية، والحنين المتجذر للعودة والدمج بين أصالة الماضي وعصرية الحاضر. إذ تملك إيمان بصيرة فنية نافذة ترى العمل جاهزًا قبل تنفيذه، فما يراه مَن حولها عاديًا ومقبولًا في لحظته الأولى يكون لديها غاية في الجمال، يفهمها الآخرون بعد إنجاز العمل.
فلا حدود للإبداع إن وجدت الإرادة.. هي عزيمة الفنانة المقدسية إيمان محمد خشان من مخيم شعفاط شمال القدس، لترقى في إبداعها يومًا بعد يوم نحو التميز.