أطفالٌ من "عين الحلوة".. نريد أن نلعب بين الشجر لا الرصاص!
تقرير خاص شبكة العودة الإخبارية
بين أزقة مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان ثمّة أطفالٌ يبحثون عن طفولتهم "الضائعة" بين المنازل المتلاصقة ورصاص الفلتان الأمنيّ..
هم أطفالٌ تراودهم أفكاراً بريئة طفولية كغيرهم من الأطفال.. يحبّون أن يلهوا ويركضوا ويلعبوا بصوتٍ يعلو صوت الخوف والرصاص، وبين أروقةٍ يحفّها الشجر والورد والألعاب لا الرعب والبارود!
الحلمُ بمساحةٍ خضراء مليئةٍ بالألعاب والأمان هو حلمٌ يراود كلّ طفلٍ داخل المخيم، خاصةً أولئك الأطفال الذين يقطنون القسم الشرقي من المخيم في ما يُدعى "الشارع الفوقاني"، أو كما يُطلق عليه اسم "شارع الموت"، حيث يخشى الأطفال في تلك البقعة حتى اللعب بين الأزقة خوفاً من أن تباغتهم إحدى الرصاصات الطائشة بدلاً من الكرة!
وفي مشهدٍ آخر، ترى الأطفال يلعبون بدراجاتهم الهوائية بين الأزقة الضيقة رغم انتشار قساطل المياه وأشرطة الكهرباء المتشابكة التي تعيق الحركة.. وإذا سألتهم كيف تستطيعون اللعب هنا يجيبونك «وين نلعب؟ المخيم كلو هيك ما في مكان للعب!».
أحلامٌ تلامس النجوم..
"صبحي كمال" طفلٌ من أطفال مخيم عين الحلوة يقطن في إحدى أحياء "الشارع الفوقاني" للمخيم، يحلم كمئاتٍ من أطفال المخيم بأن تتوفر لديهم مساحات واسعة للعب، حتى يلامسوا النجوم بأصواتهم وضحكاتهم. يقول محمد لشبكة العودة الإخبارية «منذ أن كنتُ طفلاً صغيراً وأنا ألعب هنا في الأزقة بين الأخطار، لكني لطالما حلمتُ بحديقةٍ كبيرة ألعب بها مع أصدقائي نركب الدراجات ونتسابق بالسكيت رول ونضحك ونلهو بأمان».
أمّا الفتى "آدم" صديق محمد الذي يشاركه مقاعد الدراسة وأوقات اللّهو واللعب يقول لشبكتنا «كم تمنّيتُ لو توفّر في مخيمنا ملعباً لكرة السلّة التي أهواها، فمنذ صغري وحلم احتراف كرة السلّة يراودني.. كم أتمنّى لو أبرع فيها وأشارك في بطولاتٍ محلية وعالمية أغيّر من خلالها نظرة الكثيرين إلى المخيم على أنّه "بؤرة أمنية".. فنحن نحبّ الحياة كثيراً وكثيراً!».
هم أطفالٌ يحلمون بالحياة، وينتظرون القيّميين على المخيم والقيّمين على أمور "بلد الأرز" كي يوفروا لهم بعضاً من أحلامهم، ولا يسلبوهم طفولتهم المنقوصة من أبسط حقوق الأطفال!