فلسطينيو "صيدا القديمة" واقعٌ عن قرب..
تقرير شبكة العودة الإخبارية
تُعتبر صيدا القديمة إحدى أهم تجمُّعات الفلسطينيين خارج المخيمات في منطقة صيدا جنوبي لبنان، وصلت إليها جموع اللاجئين الفلسطينيين من حيفا وعكا بعد أن أخرجهم الاحتلال الاسرائيلي عن طريق البحر.
لا يختلف حال الفلسطينيين في صيدا القديمة عن حال اللاجئين الآخرين في باقي المخيمات الفلسطينية على الأراضي اللبنانية، فالفقر والأزمات الاقتصادية واحدة..
يمتهن غالبية الفلسطينيين في تلك الأحياء القديمة مهن صيد الأسماك والتجارة، يعيشون مع جيرانهم أبناء صيدا عيشةً متقاربة تجمعهم عشرات السنوات التي مضت منذ تهجيرهم. ويشير الفلسطيني أبو إبراهيم غ. إلى شبكة العودة الإخبارية قائلاً «أغلب الفلسطينيين هنا يعملون في الصيد أو التجارة، يتوارثون تلك المهن من أهاليهم قبل تهجيرهم من فلسطين عام 1948، إلاّ أنّنا نواجه ركود في الحركة الاقتصادية في المنطقة، والحال على قدها».
الحياة الصحية لفسطينيي صيدا القديمة..
في تلك الأزقة القديمة تعيش أكثر من 7000 عائلة فلسطينية لاجئة أي 70% من سكان صيدا القديمة.. تتقاسم أعباء التهجير مع آلاف اللاجئين غيرهم على كافة الأراضي اللبنانية.
فمن جهة الطبابة تجد أنّ المستشفيات الطبية التي تتعاقد مع وكالة "الأونروا" لا تفي حقّ الفلسطيني من أبناء صيدا القديمة في العلاج الكامل، فيضطر إلى الذهاب للمستشفيات الخاصة. ويدخل في دوامة تأمين المستحقات المالية لهذه المستشفيات كي يعالج نفسه وعلى الأغلب لا يتمكّن من تأمين تلك المستلزمات.
التعليم والشباب...
يعتمد اللاجئ الفلسطيني في تلك البلدة القديمة على مدرستي عكا وسلما التابعتين لوكالة "الأونروا"، اللتين تستوعبان طلاب هذه المنطقة حتى الصفوف الإعدادية.
إلاّ أنّ الشباب الفلسطيني في صيدا القديمة يفتقرون لتلك الأنشطة التي ترتقي بالشباب وتدرّبهم وتوعّيهم على الكثير من المشاكل والقضايا التي يواجهونها في مجتمعهم. ويعلّق الشاب إبراهيم الناطور الطالب في الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا ومن فلسطينيي صيدا القديمة قائلاً لشبكتنا «أنا ولدتُ وترعرعت في البلد، وأنا كشاب أقيم هنا أؤكّد حاجة الشباب بشكلٍ عام والفلسطينيّ خاصّةً، لنقلة نوعية فيما يتعلّق بالثقافة والتربية والتدريب».
إبراهيم واحدٌ من بين مئات الشباب الفلسطينيّ الذي يعيش في أجواءٍ مشحونةٍ بالكثير من الطاقات السلبية حيث يقبع الشباب العاطل عن العمل في القهاوي أو ينتشرون في الطرقات أو يلجأ الكثير منهم لتعاطي الحبوب والحشيشة للترويح عن النّفس، ما يجعل الشباب عرضةً للفساد والانحراف.
«كلّ ما نريده هو أن تنظر إلينا منظماتنا ومؤسساتنا الناشطة في الكثير من المخيمات الفلسطينية، وتعطينا بعضاً من وقتها وتهتمّ بالأجيال الفلسطينية الصاعدة هنا، وتقيم لهم الأنشطة التربوية والرياضية والتوعوية التي تحول بينهم وبين الانغماس في الانحراف والدمّار»، يضيف إبراهيم..