إستباحة أزقة مخيم "برج البراجنة".. يوم "جنت على نفسها براقش"!
تقرير زينة عيسى
شبكة العودة
تشكو المخيمات الفلسطينية في لبنان بشكلٍ دائم من المشاكل والأزمات العابرة منها والقائمة منذ مدة طويلة.. تحيطُ باللاجئين من كلّ حدبٍ وصوب وعلى الصعد كافة الاقتصادية والاجتماعية والصحية.. لكنّ المفارقة تكمن في كون العديد من تلك المشاكل من صنع أيدي اللاجئين أنفسهم!
«إنّ بعض المشاكل المستشرية في مخيماتنا تدخل في إطار النطاق الأخلاقي لكلّ فرد منّا، هذه الأخلاق التي تصوغ سلوكياتنا وتصرفاتنا تجاه الآخرين، فإمّا أن تراعي هذه السلوكيات الممتلكات العامة وممتلكات الآخرين، أو تكون منطلقًا لاستباحة حقوق الناس والجيران».. يقول الحاج أبو إبراهيم أحد سكان مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في بيروت، لشبكة العودة الإخبارية.
إذ يستشري في مخيم برج البراجنة تعدياتٍ كثيرة على الممتلكات العامة وحقوق الجيران وخاصةً على أزقّة المخيم، حيث تجتاح تلك الأزقّة خزانات المياه وأعمدة البناء وبسطات المحلات، ليتحوّل السير في تلك الطرقات إلى عبءٍ يحمل عناءًا كبيرًا في سبيل الوصول إلى المكان المقصود، حيث ازدادت الزواريب ضيقًا على ضيقها..
فعندما تسير في أزقة ذلك المخيم تخشى في كثيرٍ من الأحيان أن تنزلق قدمك جرّاء المياه التي تبلّل الطريق نتيجة خزان مياه يتوسّط الطريق، أو أنّك قد تتعرقل بزوايا درجات المنزل الذي يتوسط الطريق..
إلاّ أنّ الأخطر في تلك السلوكيات أنّها باتت سلوكًا طبيعيًا لدى بعص أبناء المخيم، وبالتالي فإنّها مرشحة للتفاقم والتضخّم، مما سيؤدّي إلى انعكاسات سلبية على جميع المستويات. ويشير الشاب علي محمد لشبكتنا «أنّ من أخطر السلبيات التي الناجمة عن تلك السلوكيات الشائعة هي نشوب القتالات العائلية بين أبناء المخيم، واحتمالات سقوط ضحايا كنتاجٍ لهذه الخلافات، وقد حدثت العديد من تلك المشاكل نتيجة تعدّي بعض العائلات على إحدى طرق المخيم».
وتقول الحاجة أم محمد المقيمة في حي الكابري، لشبكتنا «لا بدّ لي أن أطلق صرخةً للقائمين على أمر المخيم من لجنة شعبية وأمنية وفصائل ومؤسسات أهلية وروابط، من أجل وضع حد لهذه المشكلة المتفاقمة، والعمل على توعية اللاجئين ولفتهم إلى أهمية الحفاظ على المصلحة العامة ومصلحة أبناء شعبهم».
الجميع يعلم حجم المأساة والمعاناة التي يعيشها مخيم برج البراجنة وغيره من مخيمات اللاجئين، في ظلّ تفاقم البطالة والفقر وتزايد عدد السكّان، وما يقابلها من الحاجة إلى التوسّع في البنيان رغم صغر حجم المخيم وسوء بنيته التحتية.. إلاّ أنّ ذلك لا يبرّر أسباب تلك التعدّيات على المصلحة العامة لأبناء المخيم.
ومع هذه الظواهر المنتشرة في برج البراجنة فقد يأتي يومٌ وينطبق المثل القائل "جنت على نفسها براقش".