إنطلاق منتدى فلسطين الدولي (تواصل 2) في إسطنبول بحضور عربي وغربي لافت
في ظل إنشغال عربي ودولي عن القضية الفلسطينية، وتزامنا مع ذكرى النكبة، انطلقت أمس النسخة الثانية من منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال «تواصل 2»، في مدينة اسطنبول تحت عنوان: «فلسطين في الإعلام: فرص وتحديات».
وافتتح المنتدى الذي يشارك فيه هذا العام أكثر من 400 مشارك من صحافيين وكتاب ومصورين وفنانين من 52 دولة، بكلمة لأمين عام المنتدى هشام قاسم.
وقال قاسم في كلمته الافتتاحية: «نلتقي من جديد من أجل التواصل مع فلسطين ومن أجل هذه القضية العادلة وشعبها المظلوم لنتبادل الأفكار والتجارب».
وشدد على أهمية الإعلام ودوره في صناعة الوعي والتأثير على أصحاب القرار في العالم كله. وأضاف: «كلنا أمل أن نتمكن من تحقيق إنجاز حقيقي في مجال الإعلام من خلال العمل المشترك لتحقيق المزيد من التضامن والدعم للقضية الفلسطينية».
وبعد كلمة قاسم تم عرض فيلم قصير عن معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال ودور الإعلام العربي والدولي في التصدي للحملات الصهيونية في الإعلام العالمي. وتضمنت الافتتاحية فقرة غنائية للطفلة الفلسطينية رواند القادمة من الأردن التي صادف الأربعاء عيد ميلادها الحادي عشر.
وقال المسؤول عن مواقع التواصل الاجتماعي للمؤتمر أنه تم إطلاق هاشتاغ عشية المؤتمر تحت اسم «إحكيلنا عن فلسطين».
وتفاعل مع هذا الوسم مئات الأشخاص وحصد فيديو دعائي للمؤتمر أكثر من 21 مليون مشاهدة حتى الآن. وكان لشعب اليابان نصيب من المؤتمر ومناصرة قضية فلسطين فكانت كلمة المصور الصحافي الياباني ريوشي هيروكاوا الذي تحدث عن تجربته الخاصة في مجال تصوير القضية الفسلطينية. وتحدث هيروكاوا عن علاقته بالشاعر الفسلطيني محمود درويش الذي ”عرفه من يكون الشعب الفلسطيني’».
ومن ثم قام هيروكاوا بإنتاج وثائقيات عن الاحتلال ومجازر صبرا وشاتيلا. وختم هيروكاوا بالقول: «فلسطين جعلتني مصورا صحافيا، وكرامة الإنسان كانت أهم ما تعلمته من الشعب الفلسطيني».
وقال نقيب الصحافيين الفلسطنيين ناصر أبو بكر، أن فلسطين هي المعركة الأساسية التي تدور في المنطقة منذ أكثر من مئة عام، وكل معركة تقوم الآن الهدف منها طمس فلسطين من التاريخ والجغرافية والذاكرة العربية.
وأضاف ابو بكر: «هذا المنتدى يسلط الضوء على سؤال: هل لدينا إستراتيجية إعلامية ولغة إعلامية واضحة؟ وما هي الوسائل التي يمكن أن نوظفها للوصول لأهدافنا وكيف نخاطب العالم إعلاميا كأصحاب حق؟» وشدد أبو بكر في الإجابة على سؤاله أنه يجب أن توظف كل الطاقات الإعلامية وأن نكثف من هكذا منتديات كي نخرج بخطة إعلامية عربية نتوجه بها إلى العالم أجمع ونخاطبهم بلغتهم.
كما ألقى الصحافي المصري فهمي هويدي كلمة مؤثرة خلال الجلسة الإفتتاحية حيث قال: «لا بد من التعبير عن مشاعر المصري والحرج الذي يستشعره وهو يتحدث إلى هذه النخبة الفلسطينية. لكنه يستعيد كبريائه حين يتطلع إلى هذه الوجوه التي تعيد إليه الأمل في المستقبل». وتابع هويدي: «العالم العربي يقود معارك على جميع الجبهات لكن وحدهم الفلسطينيون يقاتلون العدو الحقيقي.
قدر للشعب الفلسطيني أن يكون في مقدمة الذين يسيرون على خط القتال ويختارون البوصلة الحقيقية. الإعلاميون هم في مقدمة المقاتلين الذين نجحوا في التصدي لتشويه الوعي وإحياء القضية».
ورغم غيابه عن المؤتمر كانت لنائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش كلمة وجهها في رسالة مقروءة. وقال كورتولموش في رسالته: أحيي الشهداء الذين سقطو دفاعا عن القضية الفلسطينية وأتمنى أن يوصل المؤتمر صوت الشعب الفسلطيني المظلوم وأن يساهم في تعزيز التواصل العربي والعالمي لدعم هذه القضية.
وقال وزير الاتصال المغربي مصطفى الخلفي في كلمته إن دور المغرب في دعم القضية الفسطينية برز في الستينيات وانطلق، منذ ذلك، عمل مدني استطاع أن يجمع الشعب المغربي من مختلف الأطياف و”كنا وما زلنا نقول إذا كانت لدينا مشاكل فلنذهب إلى فلسطين لحلها وما زالت فلسطين تجمعنا. ورسالتنا إلى العالم أن نعزز قيم الثقة بالذات من أجل بناء مستقبل ديمقراطي حر».
وبعد هذه الجلسة الافتتاحية تم تكريم عدد من الشخصيات العربية والغربية منهم منير شفيق وفهمي هويدي والشهيد محمد ابو خضير الذي تسلم درع تكريمه والده، بالإضافة إلى الفنان التونسي لطفي بوشناق والصحافية المصورة جوس دراي وعائلة الشهيد سعد الدوابشة والمخرج البريطاني بيتر كومسمينسكي والأسير الفلسطيني بسام السايح.
وتابع المؤتمر بعد ذلك برنامجه وعقد الندوة الأولى تحت عنوان في «مواجهة الأساطير الصهيونية» التي تحدث فيها أسامة أبو رشيد الباحث في المركز العربي للأبحاث ورفائيل تارجينو، رئيس تحرير موقع أوبرا موندي، وعبدالله أبو عوض الباحث والمحلل السياسي، والمفكر العربي منير شفيق، وأنس التكريتي، رئيس مؤسسة قرطبة.
كما قدم الندوة الثانية بعنوان «مصادر المعلومات وصناعة الخبر» مجموعة من الكتاب والصحافيين منهم الياس كرام، مراسل ميداني في قناة الجزيرة، والمستشار الإعلامي فايد أبو شمالة، ومدير الندوة عادل الحامدي. كما يتضمن اليوم الأول من المنتدى ورشات عمل تخصصية حول صحافة البيانات والدعاية الإسرائيلية في الإعلام الرقمي وسياسات ومضامين الخطاب الإعلامي . ويستمر المؤتمر لغاية اليوم الخيس تنعقد خلاله ندوات وورش عمل حول أولويات الإعلام الفلسطيني والعربي في خدمة ودعم القضية الفسلطينية دوليا.
المصدر: القدس العربي
