مانحو "الأونروا" يلوذون بالصمت أمام حاجتها إلى 101 مليون
لاذ المانحون بالصمت أمام العجز المالي الضخم الذي تعاني منه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بقيمة 101 مليون دولار، والذي يهدد بوقف خدماتها التعليمية، وذلك خلال الاجتماع الطارئ للدول المانحة والمضيفة للاجئين الذي عقد أول أمس في عمان.
واكتفت الدول المانحة، وفق مسؤول في "الأونروا" حضر الاجتماع، بإطلاق عبارات الدعم والتضامن مع مأزق الوكالة، في حين أعلنت السويد عن تعهد بالتبرع بمبلغ ضئيل لا يتجاوز 1.7 مليون دولار، من دون الإفصاح عن توقيت نفاذه.
يأتي ذلك في ظل إعلان "الأونروا" عن حاجتها إلى زهاء 25 مليون دولار شهرياً، من أجل تشغيل مستقر لبرنامج التعليم، و"إلا فإنها ستضطر إلى تأجيل العام الدراسي القادم"، في لغة قد تكون مخففة وبديلة عن قرار إغلاق المدارس التابعة لها.
بينما توعدّ العاملون في "الأونروا" بتوسيع نطاق خطواتهم التصعيدية عند عدم التراجع عن قرار تقليص الخدمات، ولكنهم آثروا التمهل إلى حين تبين نتائج اجتماعهم مع إدارة الوكالة المقرر عقده اليوم.
من جانبه، قال رئيس اتحاد العاملين في "الأونروا" رياض زيغان إن "الدول المانحة أكدت دعمها للوكالة، ولكن لم تبد أيّ منها الاستعداد لتغطية عجزها المالي الضخم الذي يبلغ 101 مليون دولار، ويهدد بوقف الخدمات التعليمية".
وأضاف زيغان، لـ"الغد"، إن "المانحين أعربوا عن تعاطفهم مع الوضع الصعب الذي تمرّ به الوكالة، وأكدوا استمرار دعمها، بيدّ أنه ما من جهة مانحة تقدمت، خلال الاجتماع، بالتزام حيال سدّ العجز المالي للوكالة، باستثناء السويد التي أعلنت استعدادها لتقديم 1.7 مليون دولار، من دون الإفصاح عن توقيت نفاذ التعهد، عدا التزامها بزيادة نسبة حصتها من التبرعات المقدمة للأونروا بنحو 12%".وبين أن "موقف السويد جاء خلال اجتماع المانحين، حيث كانت الدولة اليتيمة التي تعلن عن التعهد بالتبرع، فيما لاذت بقية الدول المانحة بالصمت، واكتفت بشعارات التكاتف والتضامن".
واعتبر أن "ذلك غير كاف ولا يصل إلى مستوى حراجة اللحظة التي تمرّ بها "الأونروا"، وينذر، في حال استمراره، بمخاطر اجتماعية واقتصادية وسياسية، ستجرّ بتبعاتها السلبية على أمن واستقرار المنطقة".
وعبّر زيغان عن "تثمين العاملين للموقف الأردني الثابت من رفض المساس بخدمات الوكالة، والتأكيد على ضرورة دعمها حتى تتمكن من أداء عملها واستمرارية وجودها".
وبين أن "موظفي "الأونروا" ينظرون إلى الأردن بصفته اللاعب الأساسي في ظل تقدير المجتمع الدولي لدوره وتعرضه للضغوط الكثيرة".
واعتبر أن "أيّ مسّ بالخدمات التعليمية التي تقدمها الوكالة للاجئين الفلسطينيين، سيلقي على كاهل الأردن أعباء إضافية لحوالي 120 ألف طالب وطالبة ضمن 174 مدرسة، بالإضافة إلى طلبة الجامعة وكليتيّ المجتمع التابعة للوكالة".
ولفت إلى أن إدارة الوكالة ستجتمع اليوم مع اتحاد العاملين، لإبلاغهم رسمياً بنتائج اجتماع الدول المانحة والمضيفة للاجئين، وإلى أين وصلت إليه الأمور في تغطية العجز المالي للوكالة.
وقال إن العاملين سيجتمعون بعدها لاتخاذ قرارهم في ضوء نتائج ذلك الاجتماع، مؤكداً "عزمهم على توسيع نطاق الاحتجاجات والخطوات التصعيدية من جانبهم إذا لم تكن نتائج الاجتماع مرضية، وفي حال عدم تراجع إدارة الوكالة عن إجراءات تقليص الخدمات.
ويقيم حوالي 350 ألف لاجئ فلسطيني في 13 مخيماً، موزعاً في أنحاء مختلفة من المملكة، من إجمالي زهاء 2 مليون لاجىء مسجلين لدى "الأونروا" في الأردن.
المصدر: وكالة وطن للأنباء
