مأساة اللاجئين الفلسطينين في الشرقية.. رغيف الخبز أكبر مشكلة

لاجئون اضطرتهم الظروف العصيبة التي تمر بها فلسطين تحت وطأة الاحتلال الصهيوني إلى الهروب من نيران الحرب والعدوان واللجوء إلى مصر حاضنة العرب، بحثًا عن حضن يمنحهم الدفء والأمان والسكينة، جاءوا حاملين في قلوبهم آمالا وطموحات في حياة كريمة حرموا منها، كل أملهم في تلك الحياة الكريمة مسكن بسيط، دفء عائلة، وشيء من الإحساس بالأمان بعيدًا عن القصف وأصوات الرصاص التي لا يعلو صوت فوقها في فلسطين، الوطن الذي مزقته الصراعات واغتصبه الاحتلال، هنا في مركز أبو كبير بمحافظة الشرقية وبالتحديد "ملجأ الفلسطينين" أو ما يسمى "عرب حزيرة فاضل"، تستطيع أن تسمع صوت اللاجئ الذي يتضرع إلى السماء، ويدعو أن يمنحه الله السكينة والهدوء والاستقرار الذي حرم منه بعد أن شردته الظروف، هنا يوجد معنى آخر للحياة، لا يمكن أن تشعر بها إلا إذا اقتربت من عالم هؤلاء اللاجئين، وتعرفت على مشاكلهم ومأساتهم الجديدة في مصر، وطمعهم في كرم الرئيس عبد الفتاح السيسي والشعب المصرى.

حكاية الملجأ

"ملجأ الفلسطينيين بالشرقية" أو ما يُطلق عليه "عرب جزيرة فاضل" بمركز أبو كبير، سمى بهذا الاسم نسبة إلى "نصير فاضل النامولى" كبير اللاجئين الذين أتوا لمحافظة الشرقية على مرحلتين، مرحلة عام 1946 وأخرى عام 1948، يقيم بهذا الملجأ أكثر من 3500 فلسطيني، من أصل 40 أسرة قَدُمت إلى المحافظة عقب بدايات الزحف الصهيوني على الأراضي الفلسطينية وتوزعت الأسر بعدة مناطق بالمحافظة حتى استقروا في ثلاثة مناطق محددة وهي "عرب جزيرة فاضل بمركز فاقوس، وبني أيوب بمركز أبو حماد، ومدينة القنايات بالزقازيق".

رغيف الخبز

وحول مشاكل اللاجئين، قال عيد النامولي "عمدة عزبة عرب جزيرة فاضل"، إن سكان العزبة يعانون من عدة مشاكل أهمها حرمانهم من رغيف الخبز لعدم حصولهم على البطاقات التموينية، بعد تطبيق منظومة الخبز الجديدة.

الروتين القاتل

وذكر أن اللاجئين يعانون من الإجراءات الروتينية الخاصة بإدخال أبنائهم المدارس الحكومية، والتي يجب أن يتم إنهاؤها من القاهرة باعتبارهم وافدين أجانب، إضافة إلى اشتراط الحصول على موافقة الوزارة على ذلك، مما يؤدى إلى انتشار الجهل لعدم قدرة أولياء الأمور على السفر إلى القاهرة وإنهاء هذه الإجراءات الروتينية من الوزارة، وأكد أن الوضع أكثر مأساوية بالنسبة للتعليم الجامعى الذي يعتبر حجرا خاصا على المقتدرين ماديا فقط، نظرًا لمعاملتهم مثل الأجانب والحساب بالدولار والإسترليني.

روابط قوية

وعن تعامل الأهالي معهم قال "النامولي"، إنهم استطاعوا الانصهار بسهولة في بوتقة واحدة مع الشعب المصرى، نظرًا لوجود صلات وروابط قوية بين الشعبين في العادات والتقاليد، وغيرها، وطالب الرئيس عبدالفتاح السيسي والحكومة المصرية بضرورة النظر إلى اللاجئين الفلسطينيين بعين الرحمة والرفق وتوفير حياة اجتماعية كريمة لهم من خلال توفير الحصص التموينة ورغيف الخبز ومعاشات لكبار السن.

سوء معاملة

وقالت صباح حسين، مسئولة المرأة الفلسطينية بمحافظة الشرقية، من أهالي العزبة، إن كل فلسطينى لاجئ إلى مصر يعتبر نفسه ابنها ويعتبرها وطنه وينتظر منها إكرامه، لكن الحكومة المصرية تهمش اللاجئين ولا تهتم بهم وتعاملهم معاملة الأجانب.

معاش التضامن

وذكرت أن معاش التضامن الاجتماعي الذي أصدره الدكتور على مصيلحي وزير التضامن السابق لجميع كبار السن والأرامل والمطلقات بالعزبة من الفلسطينيين، في شهر ديسمبر عام 2013 تم إلغاؤه مما أدى إلى تردي أوضاع المطلقات والأرامل واضطرارهم إلى تسريح أطفالهم بحثًا عن مصدر للرزق.

زواج عرفي

وأوضحت أن إجراءات عقد القران من أهم المشاكل التي تواجه الفتيات والشباب لأن الحكومة تشترط أن يتم ذلك بالقاهرة، ومعظم الأهالي بالعزبة لا يمتلكون الأموال للسفر للقاهرة، مما يجعل الكثير من الأهالي يلجئون لتزويج أولادهم وبناتهم زواجا عرفيا حتى تتوفر المقدرة لإتمام الزواج رسميا.

ظروف قاسية

وتحدث أشرف صدقي أحد أهالي العزبة، عن مأساته قائلًا: "عندى 6 أبناء وأعمل بجمع البلاستيك من الشوارع، ويساعدني أطفالي بذلك، ثم نقوم ببيعها للتجار حتى نستطيع الحياة بهذه النقود".

وذكر أنهم يعانون من ظروف معيشية صعبة لا يقدر على احتمالها أحد، وطالب الحكومة أن تنظر لهم بعين الرحمة، "لا نعرف وطنا سوى هنا، ونحن ممنوعين من السفر، ولا نجد عملا، ومعظم أعمالنا في جمع البلاستيك والأوراق".

المصدر: وكالات