ذكريات الأجداد.. وقفات رمضانية برائحة التاريخ والتراث

منذ 9 سنوات   شارك:

ما بين صوتي المسحراتي وطلقة مدفع الإفطار، جمعت ذكريات من عايشوا الشهر الفضيل عبر سنوات وعصورعدة، لتصف لنا العديد من الأجواء الرمضانية لسنين طويلة قد مضت.

ورغم بساطتها إلا أنها حملت رائحة المحبة والتكافل بين أجدادنا في قطاع غزة من خلال تبادل التهاني والزيارات، وكذلك تبادل المأكولات والحلويات المختلفة بين الجيران ومساعدة الفقراء.

مراسلة "المركز الفلسطيني للإعلام" في غزة، جالت في ذاكرة الأجداد لتعيش وإياهم أجواء رمضانية غزية فاقت بعمرها الكثير من السنوات، ولتعيش معهم عبق التاريخ والتراث في هذا الشهر الفضيل.

فرحة رمضان

"مجرد إعلان حلول شهر رمضان المبارك من خلال المذياع حتى تجد الكبير والصغير قد ارتسمت على ملامحه السعادة بشكل واضح، ويعم الفرح بأجواء جميلة خاصة أن الاستعداد لاستقباله يكون منذ شهور..."بهذه الكلمات وصفت الجدة "أم خالد حمو" "69سنة" لحظات استقبال شهر رمضان المبارك قبل أكثر من خمسين سنة.

وبابتسامة مشرقة عادت بها الذاكرة لسنوات طويلة قد مضت قالت لمراسلة "المركز الفلسطيني للإعلام": "قبل حلول رمضان يتم العمل على طحن الدقة والزعتر وإعداد المربى، حيث يعد ذلك أساسيات الطعام للسحور، ويتم إعداد قمر الدين من خلال وضعه بقليل من الماء بحيث يكون مثل المربى ويتم تناوله كوجبة خفيفة للسحور أيضاً".

ولازالت تذكر صوت طبلة المسحراتي خاصة أنه كان يطرق على الطبلة، وفي الوقت ذاته يطرق كافة أبواب الحي وينادي بالاسم، وذلك يتطلب من كل بيت أن يعطيه شيئاً من طعام السحور، والذي يتمثل غالباً في رغيف خبز والدقة أو الزعتر.

واستكملت ذكريات رمضان الجميلة: "بعد السحور نصلي ونعلم عن توقيت الصلاة من خلال المذياع أو من خلال الساعة حيث لم يكن يوجد مساجد قديماً بهذا العدد الموجود اليوم".

وبينت، أنه بعد ذلك يتم العمل لترتيب البيت والغسيل وغيرها من الأعمال المنزلية، ويسبق ذلك جلب الماء من "الطرمبة"- مكان فيه ماء يتم الحصول عليه بشكل يدوي- نظراً لعدم توفر الماء في كل بيت مثل اليوم.

وذكرت، أن الحياة رغم بساطتها إلا أنها كانت جميلة للغاية حيث كانت البيوت في غاية البساطة تقام على الرمل بأدوات بسيطة جداً.

وأشارت، إلى أن الطعام كان بسيطا في مكوناته حيث يكون أغلب الوقت العدس، فتارة يطهى العدس وحده، وتارة فول وعدس، والآكلات الأخرى التي تطهى بمشاركة العدس، وكان نادراً ما يتم طهي الطعام باللحم، فكانت الحياة بسيطة جدا ًوالوضع المادي بسيط جداً، ومع ذلك فكانت تتسم بالمحبة.

ولفتت، إلى أنها تسكن في مخيم الشاطئ الذي اتسمت أوضاعه في غاية البساطة، ورغم مرور السنين؛ إلا أن المخيم لا زالت ملامح الفقر ترتسم عليه.

وأوضحت، أنه حينما يتم غروب الشمس تسمع صوت المدفع، فيكون ذلك موعد المغرب وموعد تناول الإفطار، ويتبعها صوت الأطفال الذين يتنقلون وهم يحملون فانوس عبارة عن علبة معدنية فيها شمعة يتم ربطها بسلك فيجول الأطفال وهم يقولون: "حالو ..يا حالو...رمضان مبارك يا حالو...حل الكيس وادينا البقشيش يا بنروح وما نجيش يا حالو....".

تحلاية رمضان

وعلى رائحة الخبز اللذيذة بدأت الحاجة "أم محمد" عكيلة رحلتها الرمضانية لسنوات قد مضت تحدثت بها عن طريقة إعداد الخبز والقطايف لذيذة الطعم والرائحة حيث ذكرت لمراسلة "المركز الفلسطيني للإعلام"، أن الخبز يتم إعداده بالطريقة التقليدية المعروفة اليوم لكن طريقة الخَبز مختلفة؛ حيث يتم حمل أرغفة العجين ووضعها على فرش أو صينية ويتم حملها والذهاب بها إلى الفران.

وأما عن القطايف بينت، أنه يتم إعداده من خلال وضع الطحين والماء وصبغة منها الكركم أو ما يسمى العصفر، وبعد ذلك يتم وضع بلاطة على البابور، وبعد تسخين البلاطة يتم سكب عليها أقراص القطايف، وغالبا ًتكون الحشوة هي جوز الهند، والقرفة، والسكر.

وأشارت، إلى أن التحلاية كانت كذلك: القطين والتين المجفف، وحلاوة البسيس -والتي تتمثل في طحين الذرة يوضع عليه الزيت لتكون مثل الكيك، وبعد ذلك يتم تحليتها بالعسل الأسود.

وكذلك يتم عمل عجينة ويتم حشوها بالقرفة وجوز الهند ويوضع عليها القطر بعد خبزها وهذا النوع من الحلوى يسمى "الفطير".

المشاركة بالإفطار

وقالت "أم مهند" العجل على رحلة الذكريات في أجواء رمضان قديماً: إن "أجواء المحبة كانت كبيرة بين الأهل والجيران حيث كانت الجلسات الجميلة رغم بساطتها حيث كنا نسهر مع جاراتنا على ضوء القمر ونتحدث".

وأوضحت لمراسلة "المركز الفلسطيني للإعلام" أنه في السابق كانت النساء يجتمعن وكل واحدة منهن تقوم بإحضار طبق من الطعام والمشاركة فيما بينهن في تناول وجبة الإفطار، وهذا الأمر كذلك كان بالنسبة للشباب والرجال فهذه الأمور كانت تزيد من التلاحم والمحبة بين الناس.

وبينت، أنه رغم البساطة، إلا أن الصحة كانت جميلة؛ حيث كان نادراً ما يشتكي أحد من مرض.

وتابعت: "لكن اليوم الأجواء اختلفت كثيراً خاصة بوجود المساجد وصلاة التراويح، والأمر لا يقتصر على كبار السن فحسب بل الشباب والأطفال كذلك يتسابقون في التلاوة لختم القرآن".

وأضافت: "لكن اليوم الظروف صعبة خاصة في وجود الحصار والدمار، الأمر يتطلب أكثر تكافلا ًبين الناس حتى وإن كانت بأشياء بسيطة فعلى قدر المستطاع".

ولفتت، إلى أن رمضان اليوم يأتي في ذكرى أليمة حيث الحرب التي استمرت "51" يوماً مما جعل الكثير يفقد أحبته وبيته...هذا كله يتطلب الكثير من التكافل وتقديم المساعدة.

وبينت، أن الأوضاع المادية الصعبة قد تجعل البعض لا يقوم بزيارة رحمه لعدم القدرة على جلب بعض الحلويات أو الفاكهة أو أي هدية تقدم، لكن هذا لن يكون عذراً؛ لأن الزيارة وحدها تكفي، ولابد أن يشعر المرء بأخيه المسلم دون النظر لما تحمله يداه.

المحبة كبيرة

ولازال الجد "أبو طلال أبو كويك" (65 سنة) يمارس ما كان يفعله صغيراً في رمضان من خلال تقديم الحلويات للجيران حيث قال لمراسلة "المركز الفلسطيني للإعلام": "لا زلت أذكر حينما كنت صغيراً أن والدتي حينما كانت تعد طعام الإفطار أو حتى الحلويات، فكانت تزيد كمية الطعام حتى توزع على الجيران، فكانت المحبة بيننا كبيرة فكنا نعمل لنا ولأصحابنا".

واستكمل حديث الذكريات: "كنت أشعر بالسعادة حينما يأتي رمضان، فكنت أحمل الفانوس مع الأطفال وأردد معهم يا مهل وما جينا لا تعبنا ولا شقينا حلو الكيس وأعطونا حلوان ...طحينية بقلاوة ورغيفين حلبية ...ورغيفين شلبية".

وبين، أنه كان يتم إعطاء الأطفال التمر، أو الكعك والقطايف، وإن لم يتواجد حلوى فيتم تقديم رغيف خبز.

ولفت، إلى أن المسحراتي كان حينما يسحر الناس لابد أن يتم تقديم طعام السحور له، وفي العيد يتم تقديم كعك العيد.

وذكر، أنه يتم تزيين الجمل، ويتم التنقل به في الحارة والأطفال يمشون بالقرب منه، وبعد ذلك يتم ذبحه وبيع جزء منه، وجزء يوزع للفقراء، وجزء يتم طبخه وتوزيعه أيضاً على الفقراء.

وبين، أن غزة اليوم في أمس الحاجة للتكافل وتقديم المساعدة والأمر ليس محال، فالمرء يستطيع أن يقسم الرغيف بينه وبين جاره، فكل إنسان على حسب طاقته، وإن كان بالشيء اليسير، خاصة أن هنالك الكثير من الفقراء في غزة بحاجة لتقديم يد العون لهم.

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.