أفلام وثائقية تكشف عن تفاصيل معاناة الأسرى
لم تستطع الأسيرة المحرر فاطمة الزق أن تكتم دموعها وهي تستذكر معاناتها في الأسر لحظة مشاهدتها لمشاهد التعذيب والشبح التي تمارسها إدارة السجون الصهيونية بحق الأسرى الفلسطينيين في عرض أفلام وثائقية لهيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية.
المحررة الزق التي تحررت ضمن صفقة الأسيرات في صفقة "وفاء الأحرار" والتي كابدت الأمرّين في سجون الاحتلال؛ حيث وضعت طفلها البكر "يوسف" كانت تبدو أكثر تماسكاً وهي تتحدث لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"، مطالبة المقاومة الفلسطينية بخطف المزيد من الجنود الصهاينة حتى يتم تبييض السجون من كافة الأسرى.
ووجهت الزق كلمتها للساسة وأصحاب القرار بضرورة التمسك بالوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام؛ خدمةً وكرامةً لأجل الأسرى، مطالبة بضرورة تدويل قضيتهم في كافة المحافل المحلية والعربية والدولية.
وحول تفاؤلها بإمكانية تحقيق صفقة تبادل جديدة، قالت: إن "المقاومة وقادتها خطوط حمراء لا يمكن أن نتجاوزها، لكننا نحثهم على صفقة مشرفة يتم من خلالها تبييض كافة السجون الصهيونية من الأسرى وإنهاء معاناتهم ومعاناة ذويهم".
تعزيز الثقافة
وشهد العرض الذي أقامته هيئة الإذاعة والتلفزيون، توافد العشرات من المواطنين وخاصة من أولئك المهتمين بشؤون الأسرى وذويهم، وقد أثارت بعض اللقطات شجون الجمهور، فيما أدمعت لقطات أخرى عيون الحاضرين.
المخرج فايق جرادة، رئيس دائرة الأفلام الوثائقية في هيئة الإذاعة والتلفزيون، أكّد أن الهدف من هذا العرض هو تعزيز ثقافة الناس حول قضية الأسرى ومدى معاناتهم.
وأوضح جرادة في حديثه لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" أن هذه الأفلام كلها من إنتاج هيئة الإذاعة والتلفزيون، معرباً عن أمله بأن تكون قد أوصلت الرسالة للعالم حول قضية الأسرى ومعاناتهم ومعاناة ذويهم.
ودعا المخرج الفلسطيني، وسائل الإعلام إلى تبني قضية الأسرى بقوة وإعطائها أولوية ومساحة أكبر حتى تصل لكل العالم.
تصالحوا تنتصروا !
ورغم تزاحم الأفلام والفقرات إلا أن إدارة الحفل أتاحت الفرصة لوالدة عميد الأسرى الأسير كريم يونس من عارة بتوجيه التحية عبر كلمة مسجلة، للأسرى في سجون الاحتلال.
ورغم كبر سنها والإرهاق والتعب الواضحين على وجنتيها إلا أنها لم تنسَ أن توجه التحية لأهل غزة ولأهل الشتات خاصةً منهم أهالي مخيم اليرموك.
واختتمت كلمتها بتوجيه رسالة مقتضبة لرئيس السلطة محمود عباس قالت فيها: "تصالحوا وتسامحوا حتى تنتصروا".
دعوة للوحدة
من جهته، أكّد وزير الأسرى السابق هشام عبد الرازق، أن الأسرى أول من دعوا للوحدة الوطنية وجسدوها واقعاً في اتفاق إبان توقيع اتفاق أوسلو، كان أبرز ما فيها بأن يكون هناك سلطة وقانون وسلاح موحد، وشراكة سياسية وتداول السياسة واحترام الديمقراطية.
وشدّد عبد الرازق، على ضرورة عقد الإطار القيادي للمجلس الوطني وإنهاء الانقسام وعودة الوحدة الوطنية التي تعدّ الأمل الوحيد من أجل الأسرى.
ذكرى مختلفة
توفيق أبو نعيم، تحدث عن القوى الوطنية والإسلامية، مشيداً بتضحيات الأسرى وذويهم على مدى سنوات اعتقالهم في السجون الصهيونية.
ودعا أبو نعيم إلى ضرورة إعادة الوحدة الوطنية بناءً على وثيقة الوفاق الوطني التي صاغها الأسرى في سجون الاحتلال؛ حرصاً على مصلحة الشعب الفلسطيني.
ونوّه الأسير المحرر، إلى أن ذكرى يوم الأسير هذا العام كانت مختلفةً؛ حيث اجتمعت الفصائل واتفقت على برنامجٍ موحد لإحياء هذا اليوم، داعياً إلى تدويل قضية الأسرى في كل المحافل والعمل بالقوة وبلا تردد من أجل الإفراج عنهم.