رمضان المخيم.. وجهٌ مختلف

منذ 5 سنوات   شارك:

هبة الجنداوي

صحفية وناشطة

مع خيوط الفجر الأولى من صباحات رمضان في المخيم ترى أفواجاً من الرجال والأطفال عائدين من المساجد في الحارات بعد صلاة الفجر، حيث تمتلئ المساجد بجموع المصلّين على غير العادة في تلك الأيام ما قبل رمضان.

في ساعات الصباح الأولى ومع طلوع الشمس يذهب كلٌّ إلى عمله كالعادة لاقتناص الرزق اليومي.. تسير في الزقاق فترى شاباً هنا يقبّل يد والدته العجوز طلباً لرضاها في هذا الشهر الفضيل، يذهب الشاب وتبقى والدته تدعو له أن يحميه الله ويوفّقه ويبعث له بنت الحلال "اللي تسر قلبو وخاطرو".

وفي زقاقٍ آخر ترى حاج مسن يجلس أمام باب الدار ويبدو عليه الشرود في فضاءٍ بعيد خارج أسوار المخيم، كأنه يستذكر آخر رمضانٍ قضاه بين حقول بلدته في فلسطين، ينتظر عودته إلى هناك ليقطف حبات الكرز التي أزهرت في غيابه..

أمّا في ساعات الظهر، فبائعو الحلوى والترمس والذرة الذين كانوا يقفون أمام عرباتهم في الحارات قد اختفوا جميعهم، فالأطفال بعضهم من هو صائم والبعض الآخر يستحي أن يشتري ويأكل أمام الملأ حتى لا يوصفون بالضعفاء أو بتلك العبارات التي يرددها الأطفال لمن يفطر في رمضان «يا مِفطِر اليوم في تمَّك حردون.. إمّك الفلاّحة وأبوك المجنون»..

وترى بعض الشباب الصغار يتوجهون إلى محلات الكمبيوتر لإضاعة الوقت بالألعاب الإلكترونية، وصرف المال عليها، علّ الوقت يمضي بسرعة. وفي زاوية مخفية يختبئ شاب في مقتبل عمره لاقتناص فرصة تدخين سيجارة بعيداً عن الناس وعن رؤية والده.

ومع اقتراب أذان المغرب تكتظّ شوارع المخيم بالناس منهم من يشتري التمر والجلاّب، ومنهم من يحمل بين يديه صحون ممتلئة بالطعام ليرسلها إلى إحدى العائلات الفقيرة، أو إلى جار يتبادل وإياه الطعام كما جرت العادة في المخيم. كلّ ذلك يمرّ ومكبرات الصوت في المساجد تتعالى بآيات من القرآن الكريم تنسجم مع خيوط الشمس وهي تنسدل نحو البحر ببطء قبيل الغروب.

وما إن ينطلق أذان المغرب ويحلّ موعد الإفطار حتى تفرغ الشوارع والأزقة تماماً من الناس، لتطغى أصوات الملاعق والصحون، وأصوات الأهالي «هات الماء؟ أين العصير؟ وين فلان تأخر؟» على الأجواء. تكاد الحارة أن تكون بيتاً واحداً إذ الجميع يسمع ما يتردّد في بيوت غيرهم نظراً لتلاصق البيوت ببعضها البعض.

أمّا بعد الإفطار فتعود الحركة تدبّ في حنايا المخيم وسمائه، حيث يهرع الأولاد لشراء «الفرقيع»، يلعبون به فتنتشر أصوات المفرقعات في كلّ مكان. كما ويهرع الأطفال إلى شراء الترمس والذرة والحلويات من الباعة الذين ينتشرون في هذه الأنحاء على وقع الأناشيد الرمضانية التي تعلو في الأجواء.

ثمّ يتوجّه المصلّون لأداء صلاة التراويح في المسجد، فيسابقهم الأطفال راكضين أمامهم للوقوف في الصفوف الأمامية وراء الإمام الذي يحبونه..

هي أجواء رمضان في المخيمات، حيث البساطة والعفويّة والروح الهانئة تتسم بها تلك المخيمات رغم المعاناة والحرمان الذي تعيشه منذ سنوات اللجوء الأولى.

مقالات متعلّقة

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.