المرأة الفلسطينية.. أناملٌ تحيك ثوب التاريخ
محمد أبو ليلى
باحث فلسطينيفي يوم المرأة العالمي والذي يصادف في الثامن من آذار (مارس) من كل عام، نتذكر دائما تضحيات المرأة الفلسطينية المكافحة والمناضلة والمجاهدة، والتي شكّلت إحدى أهم المنعطفات التاريخية والمهمة بمسار القضية الفلسطينية.
فمنذ نشوء أكبر وأعظم قضية شهدها التاريخ في القرن المنصرم، كان للمرأة الفلسطينية دور بارز ومهم يواكب الرجل، لا بل سبقته إن تحدّثنا عن التضحيات.. فالمرأة الفلسطينية هي الشهيدة والاستشهادية والأسيرة والجريحة والأرملة والثكلى.. وهي الأديبة والمفكّرة والشاعرة والمثقفة والسياسية والمحامية التي استطاعت عن جدارة أن تكون نصف المجتمع وأن تربّي النصف الآخر.
فالمرأة الفلسطينية لم تنأَ بنفسها يوماً عن العيش في كنف أعظم حضارة وجدت في التاريخ، تعمل وتربّي وتعزّز وتكافح من أجل الحفاظ على الموروث الثقافي للشعب الفلسطيني.
وبأناملها استطاعت أن تغرز خيطانها على ثوب التاريخ، رسمت معالمه بالعظمة والقوة والشهامة، وغرزت معالم عمر بن الخطاب فاتح القدس وحنكة صلاح الدين الأيوبي محرر القدس، وحاكت تضحيات شعبٍ لم يتراجع قيد أنملة في الدفاع عن حقه..
وبصمودها الذي حاكته لأجل الأرض أفشلت محاولات كيان الاحتلال بسرقة تراث بدأت حكايته مع الكنعانيين والبابليين وحضاراتٍ وُجدت خلف الآفاق والحدود..
نعم، نقف إجلالاً وإكبارا لتضحيات هذه المرأة التي زرعت وعلى مدار سبعة عقود الحب والانتماء في قلوب الأجيال، حتى باتت هذه الأجيال نفسها تريد أن تضحي بدمائها حتى لاسترجاع الحقوق التي سلبت.