فلسطينيو تشيلي.. إنتماءٌ على قدر البعد

منذ 7 سنوات   شارك:

فرج أبو شقرا

ناشط شبابي فلسطيني

رجل بلباس عربي يخترق جداراً ضخماً، مشاهد متحركة كثيرة من حوله، وصوت ضجيج منبعث من السيارات والمارة بالقرب منه، والتي ربما تحاول جاهدة إثارة انتباهه ليلتفت اليها ولو لبرهة من الزمن، وهو لا زال على ذلك الحال الذي ولد عليه، ثابت كالجبال، وراسخ كالرواسي، شاخص النظر لوجهة يريدها دون غيرها،، ذاك هو مشهد تمثال المهاجر الفلسطيني الواقع في وسط العاصمة التشيلية سانتياغو، وكأني به يعبر عن واقع حال الفلسطيني في تلك البلاد التي طوتها أميال الهجرة.

ليس دقيقاً عدد الفلسطينيين في تشيلي، إلا أن المتابعين يقدرهم بما يقارب نصف مليون نسمة، ينحدرون بالمجمل من بيت جالا، بيت لحم وبيت ساحور في فلسطين، حيث وصل أوائل المهاجرون الى تشيلي في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، عبر جبال الأنديز مروراً بالأرجنتين، وقد عمل الفلسطينيون الأوائل على نقل حرفهم وأعمالهم الى موطن الهجرة الجديد، والدخول في ميدان التجارة، حيث أثبت الفلسطينيون أنفسهم جيداً في ذاك المضمار، فبات الفلسطينيون يسيطرون على حصة الأسد من اقتصاد الدولة، مما دفع بعضهم للدخول الى حلبة السياسة، فغدا للفلسطينيين عشر أعضاء البرلمان، وغالبية من الأنصار والمتضامنين فيه.

في تشيلي، اندمج الفلسطيني بشكل كامل مع ذاك المجتمع الذي بات مكوناً أساسيات من مكوناته، لذلك اشتهر مثل في البلاد "لا تخلو قرية من راهب وتاجر وفلسطيني" وبالرغم من ذلك الاندماج إلا أن الفلسطينيين في تشيلي حافظوا على هويتهم وانتماءهم وتراثهم، وبفضل نفوذهم الاقتصادي والسياسي في البلاد نشروا القضية الفلسطينية في أوساط الشعب التشيلي، واكتسبوا شريحة ضخمة من المؤيدين والمتضامنين.

في الأحياء العربية في تشيلي، تجد كثيراً من الفلسطينيين لا يجيدون العربية، ولا يتحدثون بلسان عربي، إلا أنه قلما تجد محلاً تجارياً أو منزلاً أو سيارة تخلو من علم فلسطين أو معلم يرمز لها. كثيرة بالعربية هي أسماء المحال التجارية هناك، "بيت جالا، شهرزاد، المصطفى وغيرها الكثير" ومن الشائع في أوساط الفلسطينيين في تلك البلاد وضع علم فلسطين واسمها على سياراتهم. وكذلك الحال بالنسبة لليافطات الإعلانية للمحال، أو البطاقات الشخصية كلها تحمل صورة علم فلسطين، أو الكوفية الفلسطينية.

كثيرة هي صور الإنتماء للوطن، وعديدة هي لوحات الهُوية، ومتنوعة هي مخطوطات الحنين. والتي بمجملها تعكس حقيقة واحدة واضحة جلية لا غبار عليها، حقيقة لم تطوها سنين الغربة، ولَم تمحها أميال الهجرة، تلك الحقيقة التي حفرت في صدر كل فلسطيني مهاجر على قدر ألم الهجرة الى آخر بقاع الأرض، إنها حقيقة أن فلسطين تعيش في قلوب أبناءها، وما الغربة إلا نار تحرق داخلهم فتزيد الشوق والحنين إليها كل يوم. 

 

مقالات متعلّقة

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.