بالكتابة.. سأصبح يومًا ما سفيرةً للتنمية المستدامة في فلسطين
عبير شقفة
ناشطة إعلاميةخاص العودة
لن أنسى أبدًا هذا اليوم من حياتي العملية الذي فازت فيه فكرة مقترحي في "مشروع تعزيز الإعلام الموضوعي في غزة" التابع لمؤسسة بيت الصحافة وروزا لوكسمبورغ الألمانية.. لتخرج فكرتي من حيز الأوراق إلى حيز التنفيذ في كلية الإعلام بجامعة الأقصى في قطاع غزة.
فكرتي لم تكن لأتحدث عن الإنجازات الوطنية الوهمية، بل لأنقذ "ما تبقّى من الوطن"! وأناقش أخطاء الإعلام الفلسطيني في مخاطبة المجتمع الدولي المعاصر.
يتحدّثون كثيرًا منذ النكبة، يكتبون كثيرًا، ولا شيء تغيّر!
الخلل هو في طريقة تواصلنا مع العالم الدولي وليس الخارجي، إذا أدركنا ما وراء الفرق اللّغوي بين الإثنين!!
وُقّفت وحاضرتُ كثيرًا في الجامعة خلال عملي كأستاذة جامعية في قسم اللغة الإنجليزية، ولكن هذه المرة تختلف عن أيّ شيء آخر. حيث فأنا مَن صنعتُ المحتوى الفوق أكاديمي لهذه المحاضرة من خلال قراءتي للعديد من الكتب في مختلف المجالات الأدبية، الإعلام، الأدب السياسي، السيكولوجي، الاتصال الدولي، التنمية المستدامة.. الخ!
تلك الأفكار التي التمست حاجة كل شخص إلى معرفتها، ليس فقط طلاب الإعلام حيث أننا في عصر الغزو الثقافي والمعرفي أكثر منه التطور التكنولوجي!
الجائزة النقدية ربما تُعتبرُ ذات قيمةٍ معنوية كبيرة، ولكنّها ستكون أكبر في نظري عندما أضعها في يد الأنامل التي تجلس على الطرقات في شوارع المنفى.. تلك الأنامل التي كنتُ أنا مَن يتسوّل إليهم في أن أفهم ما تعنيه الحياة لهم.. أن أفهم سر هذه الابتسامة الصادقة التي تتعلم منها رغم اللا حياة! فإنّ على ما هذه الأرض ما يستحق الحياة، يستحق ما نتأملّه، ما ننتبه إليه، ما نكتب عنه، من يجب أن نستشعر معاناتهم، من يجب أن نسدّ رمقهم واحتياجاتهم. أولئك الذين يجلسون على الهامش.. أولئك اللاجئين الذين من ملامحهم أسترق كلماتي، ولأجلهم تعلمتُ كيف أتأمّل الصمت أكثر من الكلام وأنا أسير في المنفى!
شكراً غسان كنفاني، "الإنسان قضية"..
شكراً إبراهيم نصر الله، "لسنا آلات تصوير فحسب، بل معامل تصوير"!
شكراً آمنة، رمز المرأة الفلسطينية في أعراس آمنة !
شكراً عزيز، حفاّر القبور في "أعراس آمنة" الذي تعلمتُ منه أهمية التخطيط الاستراتيجي، كيف يجب أن يستعّد الانسان للموت، كيف يجب أن يحفر الإنسان قبره بيده !
شكراً وكل الشكر شاعرنا العظيم محمود درويش، سفير التنمية المستدامة في العالم، على هذه الأرض ما يستحق الحياة! الذي استطعتُ من كلماته أن أنتج مقترحات للصحفيين نستطيع من خلالها إيصال القضية الفلسطينية للمجتمع الدولي بطريقة حضارية معاصرة تتماشى مع ما يتحدّثون عنه من "حياة"!
نحن خير مَن يستحق الحياة، نحنُ خير مَن يكتب عن الحياة !!