الاحتلال يواصل تلويث البيئة الفلسطينية
كشف تقرير حقوقي النقاب عن أن البيئة في الأراضي الفلسطينية المحتلة تعاني من انتهاكات الاحتلال الجسيمة، التي تهدف إلى جعل الحياة مستحيلة على ما تبقى من أراض بعد مصادرة مساحات واسعة بغرض بناء المستوطنات والمعسكرات والمصانع.
وأشار التقرير الذي نشرته "المنظمة العربية لحقوق الإنسان" الأربعاء (2|4) إلى أن الاحتلال يضخ ملايين الأمتار المكعبة من المياه العادمة الخارجة من المستوطنات التي تلف الضفة الغربية المحتلة، الأمر الذي يؤدي إلى دمار بيئي هائل يتمثل في إتلاف المحاصيل الزراعية وتلويث المياه الجوفية وإحداث أضرار بالثروة الحيوانية.
وذكر أن المصانع الصهيونية القريبة من الجدار الأمني تقوم بتلويث البيئة من خلال ما يصدر منها من غازات سامة وتعمد رمي المخلفات الصناعية في أراضي المدن والقرى الفلسطينية القريبة من هذه المصانع، مما أدى إلى تغير لون الأرض إلى الأسود لتصبح غير صالحة للزراعة بفعل تركز عناصر كيميائية ضارة تؤدي لانسداد مسامات التربة.
ووفقا لما ذكره مركز أبحاث الأراضي الفلسطيني؛ فإن ثمانية مصانع تحيط مدينة طولكرم داخل "الخط الأخضر" غرب المدينة تضخ مخلفات المستوطنات والمياه العادمة إلى وسط التجمعات السكنية، وعلى مدخل كل مدينة فلسطينية هناك مكب للنفايات الصلبة والمخلفات الخارجة من المستوطنات والمصانع المحيطة بمدن الضفة الغربية.
ووفقا لدراسة قام بها الدكتور راقي شبيطة أستاذ الكيمياء في جامعة النجاح الوطنية؛ فقد تحدث عن زيادة في نسبة السرطان في بلدة عزون القريبة من مدينة قلقيلية بسبب مكبات المستوطنات، وذلك بعد أخذ عينات من المياه من فوهة البئر الارتوازي ومن شبكة المياه الموجودة في البلدة وقام بتحليلها في مختبرات جامعة النجاح الوطنية، الأمر الذي أشار إلى تلوث المياه بالرصاص الآتي من بطاريات السيارات.
وأكدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أن هذا التلوث يهدد صحة الإنسان الفلسطيني، حيث إن الأمراض الجلدية والسرطان والأمراض المعوية تنتشر في هذه المناطق، وهو ما يؤدي كذلك إلى انتشار الحشرات والقوارض الناقلة للأمراض وعلى وجه الخصوص في فصل الصيف، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة معاناة الفلسطينيين في الأماكن القريبة وتجعل حياتهم مستحيلة.
ودعت المنظمة العربية المجتمع الدولي إلى التصدي لجرائم الاحتلال الآخذة في التوسع والتي تهدف في النهاية إلى تفريغ الأرض من السكان الفلسطينيين.