170 عائلة متضررة باستمرار
الخليل القديمة.. عربدة مستوطنين وتواطؤ المراقبين الدوليين
وتئن الخليل القديمة مرة أخرى بصوت أطفال ونساء يذوقون مرار الاعتداء المتكرر من مستوطنين لا رادع لهم حتى تتم تغطية جرائمهم بوجود دولي مؤقت لا يعمل على وقفها بل شرعنتها دوليا بستار غض البصر عن تلك الجرائم المتبعة من قبل أفراد قوات التواجد الدولي في المدينة، فكانت آخر المعاناة ما تعرضت له عائلة الشرباتي من اعتقال واعتداء وترهيب.
ماذا يحدث؟
وتعتبر البلدة القديمة التي يتواجد فيها الحرم الإبراهيمي الشريف محط أنظار المخططات التهويدية وتطبيق سياسة الطرد والتهجير لصالح الأفكار المتطرفة التي يدعيها الاحتلال بأنها "أرض الميعاد" وجزء من يهودية الكيان؛ ما ينعكس على أهلها بالكثير من الممارسات.
ويقول المواطن مفيد الشرباتي من شارع الشهداء لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "هجم 40 مستوطنًا على منزلي وحدث عراك بالأيدي معهم وتجمع بعدها أكثر من 300 مستوطن قدموا من مستوطنات "كريات أربع" وأبراهيم أفينو" و"بيت هداسا" وتم الاعتداء علينا بشكل وحشي وجنوني، وكانت لدي إصابة قبل ستة أشهر نتيجة تلك الاعتداءات المتكررة، كما تم الاعتداء على أخي واعتقل من داخل سيارة الإسعاف التي استوقفها المستوطنون، وبعد أن رأت العائلة تلك المأساة دخلت والدتي في غيبوبة وأصيبت بجلطة دماغية وهي الآن في المستشفى".
ويضيف الشرباتي بأن المستوطنين يمارسون تلك السياسة التي يراد منها الترحيل لأصحاب الحق في شارع الشهداء مقابل الدبوية والبلدة القديمة بشكل عام، فأكثر من 170 عائلة تتضرر في شارع الشهداء وتل الرميدة والاعتداءات اليومية وشبه الأسبوعية تطال 70 عائلة من مجموع تلك العائلات، وأبرزها أبو هيكل وأبو شمسية وأبو عيشة وعائلة سدر".
شهود الزور
ويعاني أهالي محافظة الخليل من وجود قوات مراقبين دوليين على أراضيهم تحول دورهم من مانع للانتهاكات إلى موافق عليها بقعل تقاعسهم عن دورهم الحقيقي، كما أن المواطنين يشتكون ضعف السلطة وعدم إسنادهم.
وطالب الشرباتي رئاسة السلطة بأن "يكون لها موقف جاد وأوجه مناشدة للرئاسة بأننا تعبنا، ونطلب حماية حقيقية بدل تلك القوات الدولية التي لا تنصرنا، بل كل الانتهاكات تتم على مرأى منهم؛ وأطفالنا لم يذهبوا للمدارس وهناك ترهيب مستمر في داخل العائلات والقوات الدولية لا تحضر لنا ولا تقدم لنا ما هو مطلوب".
من جانبه يقول الناشط محمد الزغير من تجمع شباب ضد الاستيطان لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "ما يجري في الخليل هو عربدة للمستوطنين تتم في وضح النهار بحق الأطفال والنساء والممتلكات والمواطنين في الوقت الذي لا تطبق فيه لجان المراقبين الدوليين ما نص عليه اتفاق الخليل والذي طالبهم أن يمنعوا ويحدوا من الانتهاكات اليومية وأن يكون لهم دور فاعل، فهذا الدور تم تجاهله من قبل أفراد تلك المجموعات واقتصروا على كتابة التقارير والتصوير وحسب، وهذا ما يدفع المستوطنين إلى مزيد من الاعتداء والانتهاكات".
ويؤكد الزغير بأنه والناشطين معه رفعوا عدة تقارير لتلك القوات الدولية بأنه يجب التحرك وأخذ دورهم الذي تم الاتفاق عليه، إلا أن ذلك لم يقدم شيئًا على الأرض.