لا أحد يحرق العلم الصهيوني

منذ 9 سنوات   شارك:

وائل قنديل

كاتب صحفي مصري

عندما يخلو بيان شيخ الأزهر، لمناسبة بدء العام الهجري الجديد، من كلمة واحدة عن المسجد الأقصى الذي يهينه الإسرائيليون، حكاماً ومستوطنين، كل يوم، بل كل ساعة، يمكنك أن تحدد أين تقف مصر الآن، من الصراع. 

وعندما تعرف أن الجامعة الوحيدة في مصر التي تمكّن الطلاب فيها من تنظيم فعالية أحرقوا فيها علم العدو الإسرائيلي هي الجامعة الأميركية في القاهرة، تستطيع أن تدرك أن كاتب "جيروزاليم بوست" الصهيونية لم يحلق في الخيال، وهو يقول إن "عبد الفتاح السيسي هو هبة مصر لدولة إسرائيل".

لم يعد أحد داخل النظام المصري، بإعلامه ومثقفيه، يخجل وهو يروج المنطق الصهيوني، ويتبنى الرؤية الإسرائيلية لشكل العلاقات في المنطقة، لتتراجع قضية فلسطين إلى مناطق مُعتمة في جدول الأولويات والاهتمامات، ويصبح الجهد كله منصباً على صرف الناس عن التفاعل مع انتفاضة ثالثة في القدس والضفة، على مستويين، الأول: إشعال أكبر كمية ممكنة من حرائق الكلام والثرثرة الإعلامية، أهلي وزمالك، وسبكي وانتصار، وخبراء استراتيجيون في أزياء مهرّجي السيرك.. والمستوى الثاني، تكثيف الجهود والضغوط الرسمية لخنق الغضب الفلسطيني، والحيلولة دون تشكّل جنين الانتفاضة الشاملة.

وفي هذا، لا يتورع الحلف الثلاثي "نتنياهو- السيسي- عباس" عن التنسيق الحثيث، بغية تفويت الفرصة على "الأشرار" الذين يمارسون الغضب من أجل الأقصى، وضد الانتهاكات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، بالتركيز على الفصل بين فلسطينيي غزة، وفلسطينيي الضفة والقدس.

كانت أهم ثمار العدوان الإسرائيلي على غزة في صيف 2014 ما عبرت عنه صحيفة "معاريف" الصهيونية بالقول إن "أهم نتيجة للحرب على حماس هو تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع مصر".

ولا بأس هنا من التذكير بحديث رئيس الوزراء الصهيوني، مجرم الحرب، بنيامين نتنياهو، عن "حلف إقليمي جديد" يجمع إسرائيل ودولاً عربية باتت تُعرف بأنها "معسكر الاعتدال" كأفضل تعبير عن واقع عربي كارثي، وصفته وقتها بأنه "استسلم مثل الشاة للذبح، للمنطق الصهيوني، فصار المتحكمون فيه يصغون للرؤية الإسرائيلية للمنطقة، ويثغون بالعبرية مرددين مقولاتها، فالكل يردد خلف قائد الأوركسترا الصهيوني "أناشيد" الحرب على الإرهاب، الذي هو هنا كل أشكال المقاومة العربية للمشروع الصهيوني لإعادة رسم خرائط المنطقة (سايكس بيكو الجديدة) حسب نتنياهو".

هم يدركون أن انتفاضة ثالثة في فلسطين المحتلة لا تشكل خطراً على الاحتلال الصهيوني فقط، بل تمتد لتشمل العواصم العربية المتحالفة مع إسرائيل، كون الانتفاضة تأتي، هذه المرة، نضالاً شعبياً خالصاً من أجل الكرامة الإنسانية المهدرة في ظل الاحتلال، كما هي مهدرة في ظل الأنظمة العربية التي تدين ببقائها في الحكم للدعم السياسي الهائل القادم من تل أبيب.

انتفاضة بهذه القيم وهذا الشكل العفوي البسيط الذي يمارس الإبداع بنصل السكين، كما أبدع بالحجر، هي، على نحو من الأنحاء، تُعد تجلياً آخر للقيم والمعاني التي شكلت جوهر ثورات الربيع العربي، ومن ثم يبدو الحرص على قطع دابرها، من حكام عرب، أكبر من حرص جنرالات العدو الصهيوني.

 

المصدر: العربي الجديد

 

مقالات متعلّقة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »